top of page
شعار مداد.png

أبيض وأسود

تاريخ التحديث: ١٣ مارس ٢٠٢٢

هرب السرب بما نهب وبقيت متيبسةً، لساني معتكف التصلب، كالعادة نفس اللحن المعزوف، ليس هناك رقصة تميّزه ولا مستمع يهمهم معه، مجرد لعب على الأوتار يزيدني فراغاً، خسرت معركةً أفقدتني لذة انتصار الحرب، بات الجميع متشابهاً بنظري لم يعد للأكل طعم، بات الحابل بالنابل مختلطين، جوفي المهجور أضرب عن العمل كُرهاً بما يُسكب فيه وهو غير مدركه.


تهاوت لذاتي ذكرياتٌ كنت فيها لساناً ذهبياً يدلل النكهات بغزله قبل استشعاره وتذوقه، ذلك الجمال الدافئ؟ أجل لعلي خسرت الحضن الذي كان يلامس كياني قبل بدني، صارت العظام تنحت نفسها على جسدي متوشحةً بجلد رقيق يكاد يتمزق، ذلك النعيم اختفى، لم يعد الفلفل يدفع بي للشهيق عالياً كي أسترد ما سُلِب من أنفاسي ولم تعد الحلوى تستطيع إبهاري وزرع التفاجئ على ملمحي، صار الكل سواسيّةً وانتهى العدل الذي لطالما قدسته، لم تعد رائحتها تناديني، وصوت اللحن الذي اعتادت معدتي الصراخ به أصبح جهوراً مؤلماً لكنه فارغ لم يلبِ نداءه منذ زمن.


من تلك اللحظة التي اعتزلني فيها غرام معشوقتي خسِرت حتى الحياة في إخراج حقها مني، الجسد والروح فقدا شغفهما في البقاء معاً، ولربما تلك أتعس النهايات التي لم يتسن لي تخيلها، النعمة بين يديَّ تطالبني بما لا أستطيع، أبسط حقوقها بالتقدير سلبتها منها لعدم شعوري بمكانها المحفور بداخلي، ولأجل ذكرانا أفرغت العالم من ألوانه بعينيّ.


صالحة القحطاني




٢٧ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page