لطالما تمنيت أن يزف لك قلمي أحرفا مفعمة بتلك المشاعر الدافئة الرقيقة ، ولأنني أعلم أنها لن تصل سأكتب سأجعل الأوراق ممتلئة بلونِ نوفمبر الأحمر وبأحرفه السعيدة.
ذلك الصوت الذي ينادي هيا قومي وأعلني الحرب على الجميع من أجلها فهي الوحيدة القادرة على فهمك ، ذلك الدافع جعلني أفتش بين صندوق أوراقي العتيق فوجدت أحرفا أصف بها أنتِ.
منذ أن خطت قدماكِ إلى عالمي الصغير ورأيتك هناك على ذلك الكرسي وحيدة لا أحد حولك ولا اعتبار لك بيننا تقدمت خطواتي المتهورة وسط مناداة الجميع ألا تفعلي ذلك وسط الضجيج الذي طالما تجاهلته وقفت أمامك بابتسامتي المعتادة ومددت يد المساعدة والعون ، مددتها بكلِ صدق ووفاءٍ وإخلاص وأنتِ بادلتني ذلك بكلِ رحب رأيت الصدق الحقيقي بين عينيكِ ورأيت الصداقة الخالصة.
لن أنسى وقوفك حولي ، ولن أنسى قبضة يديكِ التي لم تتركني حتى في أصعب الأوقات حتى بعد أن تخلى الجميع عني في منتصف الطريق حائرة ، وصامتة.
فكيف أصف حبي لك وحروف اللغات أجمع عاجزة أمام عظمة مواقفك معي؟
وحتى أساليب البلاغة التي لم تتركني أبدًا تركتني وسط تلك الورقة البيضاء وباتت أحرفي ركيكة وناقصة ، ولا معنى لها.
لم أستطع القول عنك سوى أن بوجودك صارت حياتي مفعمة بعبق الياسمين وشمسي لم تعرف غروب، ولم تعرف عتمة، ولم تعرف شعور الظلم ولا الوحدة وجودك أضفى وسيضفي لها الأجمل.
أروى البابطين
Comments