ماذا عساك تأملُ؟ والوطن القديم منفى "كذبت!" ما يحدد أحد صحة القولين؟ ربما الأقوال، وقطعا هي الأفعال والأبطال والبطل. تشرين يخصف أوراق الحزن عليك وينشر قُبلات الشتاء، للدنا، والأشياء ويتركك... عد للحياة وحدك، الموت ضلَّ مكانه، "عدّ!" وأقم مآتم الأفراح في كهولة العشرين، وصلِّ على أصدقاء أفقدتك مفاتح الحياة "هُم" قُدَّ قميص الحياة، من دُبُرٍ ومن قُبُلٍ، وضرّج بالدماء وطَرَّز الدمع الكذوب عليه رائحة يوسف الذي لم تَره قط عينك ولا شيء باقٍ إلا الحكايات القديمة، أو ذكرى الوطن القديم (ذكرًى يتيمة)، أو ثغرٍ وحيد الدفتين. أربعون.. والاغتراب اقتراب؛ هو التداني لذاتِ ميلاد المكان، ويشعلون دموعهم لك فاصرخ بأعلى ما استطعت من الهدوء، واحزن ولا تترك وحيدا (ثغرك يهترئ)؛ لأن الموت اللطيف غير وجهته إليك عندما أضاع خريطة العالم مترصدا إياك قمرٌ أفل مع حبٍ، ومات القلب الموقن طلعتك لا حبًّا ولا قلبا ولا قمرا يضحك كالثمل ولا.. "نعم!" هذا المنفى وطن، "لا تصدق" قل للحياة بصمت رزين: "انقصي، انقصي، انقصي حتى اكتمالك وأديري كأس النسيان لأشرب وأتذكر. كلما استرقت عينًا النظر وجدَتكِ حسنا لا يؤتى ولا يأتي ولا.. "نعم" قل للنسيان: أنا في منفى الوطن القديم، ووطن المنفى المُغيِّبُ للجميع إلاي، وأنا الذي رميتُ عليهما أثوابي من خصف الخريف. وغارت جوانبًا من أرضي وسقطت سماءي كلها (عشرون كوكبا)، والنجوم والشمس والقمر، وأين القميص؟ والخطيئة تسير حاسرة الخطى، منادية: "هيتَ لك"
عائشة الريّس
Comentarios