أميرة الغيوم علمت مذاق السعادة أول مرة عندما كنت في التاسعة من عمري، فقد كنت في رحلة مع والدي ووالدتي إلى الشاطئ، ولكن لكي نصل إلى وجهتنا اضطررنا الصعود على الجبال، وعلى الرغم من أن الرحلة كانت مخيفة في البداية، ولكن عندما وصلنا إلى الأعلى التفتنا من حولنا ووجدنا أننا صرنا بمحاذاة الغيوم، وأصبح بإمكانك أن ترى العالم كله من تحتك، ففي هذه اللحظة بدأت بكتابتي قصة أميرة الغيوم، الأميرة التي لا تعرف قدماها شعور الأرض الخشنة أبدًا.
أخبرت والدي بأنني أردت أن أتذوق الغيوم لأرى إن كان طعمها يشبه حلوى غزل البنات؛ فقد بدت حلوة جدًا من الأسفل، فضحك والدي وقال: افتحي الشباك وتذوقي الغيمة.
فتحت الشباك ومددت يدي فإذا بها تُصفع من الهواء البارد، وشعرت بخيبة الأمل للحظات، وسرعان ما رأيت أميرة الغيوم وهي تقع من على الغيمة لأنها لا تستطيع المشي على الهواء، ولكن كل ذلك تغير عندما سمعت ضحكات أبي وأمي على ردة فعلي، وخيل لي أن الأميرة تستطيع التحليق بسبب الهواء، وبدأت بالضحك معهم، والشعور الذي اعتراني في تلك اللحظة كان شعور سعادة عارمة؛ وجودي بمحاذاة الغيوم، وتجمد يدي الممتدة ولساني الذي حال تذوق الهواء البارد وضحكات والدي هي التي عاشت في مخيلتي وكتبت في تاريخي على أنه هذا هو شعور السعادة
الحقيقي.
مروة مغمومة

Comentaris