"الروح كيان آخر يشكلنا.. ربما كان يحاول تدميرنا فإذا به يبنينا"
ألسنا كلنا أجساد استأجرت فيها أرواحنا غرفًا؟
ألم تطرق الأرواح على ظهرك فتجيب ببكاء يوم ولادتك؟
ربما كان الإيجار دموعك وصراخك حينها.
عندها ربما قد زينت الروح الحياة في عينيك.. تريد لمنزلها أن يعيش..
ومهما زخرفة هذه الحياة أو تلك هي مؤقتة، كل ما بها وجد ليفني لتتعلق به فتتركه لتحبه ثم تكرهه، تهمس لك أن ترى الجزء الممتلئ من الكوب؛ لكنك لست أعمى تعلم أن كوبك غير ممتلئ وإنه لن يرويك، تعلم أن الحياة لم توجد لتعدل ولن يحل السلام فيها أبداً ستستمر الحروب ويشرد الأطفال ستزيد الأمراض والأخطاء، ستكون على الجميع ما عدا الجاني، ستحميه الحياة.
أبحث عن السعادة، تهمس روحك.. لا تفعل!
لا تبني السعادة هنا إنها محطة كل ما فيها مجرد محطات سعادة مؤقتة،
لن ينقذك منها شيئاً، لن يشحنك طاقة أو يعطيك حبًا لتعطي.
ربما أكون مخطئة ولم تكن الروح مستأجرًا؛ بل سجين حبس في أجسادنا لحظة شهيقنا الأول للبكاء، وبقيت تقاتل للخروج، تكتم أنفاسك وتحزن قلبك، تهمس بعقلك بأفكار تراودك تحرمك النوم، أروحنا تقتلنا ببطء ونحن نحلف بها ونطلق على أحبتنا اسمها.
هل هي الشرير الحقيقي في حياتنا أم نحن السَّجان الحقير الذي وقع بحب روحه، استنزفته واستنزفها، لن يعرف إلا من سبقنا وتلحف برمال قد نسأله ذات يوم، وربما لن نحتاج السؤال فثمن المعرفة كان الظلام.
سأحب أن أجري مع الجميع حوارًا بينما تتحلل أجسادنا دون روح تحبس فيها، هل هناك روح وقعت بحب سجانها؟! أو كانت هناك روح استأجرت جسدك وملته وكرهته؟
سأحب أن أموت لأعرف..
الهنوف القحطاني

댓글