على رأس قائمة العادات في يومي تجلس الصحيفة بجاذبيتها الملفتة، فتتحدث عن مستقبلنا على لسان الوزراء تارة وتناقش عقولنا في مقالة تارة أخرى، وهي تكسب أقصى مراحل حبي واحترامي حين تُدهشني بأخبار جديدة في كل مرة. لكن وللمرة الأولى تضحكني بمزحة ساذجة لا أعلم حتى عن مستوى الجنون بعقلها حين قامت بذلك!
"استنفذت العقول جرعة النسيان ولا يوجد أي خلية قادرة على وصف علاج للماضي"
هكذا أخبرتني لأبدأ بالضحك بصوت عالي.
ضحكت بكل ما فيني وما كنت لألاحظ الجدية في حديثها لولا ألم ظهري الذي شاركني ضحكتي فاستوقفني. أخبرتها أن هذا جنون ولا مجال لحدوث ذلك من الأساس وكيف لعقولنا أن تقوم بذلك؟ بل وبأي حق تقرر إيقاف مهدئ الذكريات السيئة الوحيد وسحب سترة النجاة عن مشاعرنا؟ كيف سنعيش دون خدمتها المجانية؟ هل تريد مالًا؟ أقسم أني سأعطيها جميع ثروتي بل وحتى جسدي لكن أن تتوقف عن النسيان...
ثم انقطع صوتي
صمت دقيقة دام بيننا وأنا في عمق خوفي ينتشلني من فكرة لأخرى وما خرج مني بعد دقيقة كان كلمة واحدة:
سنهلك، نعم سيهلك الجنس البشري إن لم ينسَ، فكل فرد منا إمّا سيقتُل أو سيُقتل.
ستلتهم المشاعر أجسادنا دون توقف، لما؟ لأن أفكارنا ليس لديها تاريخ انتهاء صلاحية بعد الآن.
نورة العتيبي
コメント