ليس ما أبحث عنه تلك النقطة اليتيمة التي توضع أسفل إشارة الاستفهام، لكن تلك التي تقول لك وبكل جراءة أن ما لديها قد انتهى، تقف آخر السطر تنتظر عينيك لتقابل نظرتها. كيف سيكون لقائي بها؟ تلك النقطة التي ستخبرني بأني وجدت النهاية أخيرًا، وأن واحتي لم تكن سرابا، كيف سيكون شكلها؟ هل تختلف كثيرًا عن نقطة علامة الاستفهام التائهة؟ كم كان مزعجا مقابلتها في كل مرة، بعينيها المضطربتين وقوامها المرتعش، تبدو وكأنها هاربة من مصحة ومنكرة للـ(أنا) مع ذلك لم أيأس، مادام حبري ينزف وعقلي يتفجر ونفَسي يزفر فلايزال هناك دافع للوصول.
أشحذ فكري وأحلل منطقي، أحرر كل "لماذا" حبستها عن عقلي الفضولي خوفا من أن يسلب فضوله راحة نومي، لكن وما النوم ؟ ..مجرد أسئلة أخرى تطوف في حلمي. اليوم تنكسر القناعة ليخرج كل ناقم صغير منها، لا بأس، سأضيّفها من أوسع أبواب فكري، فليستغرب الآخر غيابي في عالم لا مرئي، ألتقي فيه بتساؤلات شاكية لي عن هجر العالم لها ورغبته بأن يعيش هاربًا. انشققت عن طريق الجهل حين شقيت، وانصببت مع نهر العلم يقودني إلى نعيم الإجابة (نقطة)
لطيفة الداود
コメント