أحدهم كان جنديًا في حرب طاحنة وإحداهن كانت أسيرة عند صديق غدر بها، وأخرى كانت صديقتي المفضلة، دعوني أخبركم عن الأخيرة فلا أحد يفوز بحبي دائمًا سواها. لطالما أحببت اقتناء الأشياء ذات المعاني العميقة أو التي لها قصة مؤلمة وصديقتي المفضلة "الآنسة بجامة" كانت جزء من قصة حزينة قديمة توقظ عواطفي في كل مرة أتذكرها. عاشت الآنسة بجامة طوال حياتها السابقة كجزء من فراش عجوز أكل المرض أجزائه شيئًا فشيئًا حتى أصبح جزءا من سريره. تغذت آنستي مُكرهة على جسده حتى تلاشى وأصبح شبحا يسكن أسفل السرير. لم يُسجل أي من الأبناء الأربعة حضوره في قائمة المحبين طوال حياة ذاك العجوز المسكين ولم يشهد على جرعات الألم التي كست جسده سوى بجامتي الجميلة. وفي يوم الرحيل أظهرت تلك الأفاعي الحزن والدموع وكأنها احتضنت ذاك الفقيد بعطفها واهتمامها يومًا. انتهى النفاق وبدأ الاتفاق على من يملك ماذا من مخلفات الفقيد وتم إهمال الجزء الأغلى من بين المخلفات وهو مشاعر الأب المشتاق، الأب المتلهف للقاء، ذاك الجزء المنسوخ على سطح الفراش والمغمور في أوسطه والمُخترق السرير والأرض من تحته. وبعد إلقاء الفراش بعيدًا خُلقت بجامتي في حلة جديدة " الآنسة بجامة السعيدة" واقتنيتها من أكثر متجر مميز في العالم "متجر الجمادات الناطقة". اقتنيت في ذاك اليوم الجزء الأعمق من حياة أحدهم عاقدةً عزمي على جعله الجزء الأسعد والأدفى فلم أرتديها في يوم حزن قط وغمرتها بحبي واهتمامي حتى أصبحت أسعد بجامة في العالم.
نورة العتيبي
أقدر البجامة جددًا لكني ولا مرة نظرت لها بمثل هالنظرة الإبداعية، ماشاء الله نورة 😩💕💕💕💕🤩
النص جميل، والفكرة غير مكررة -لم يسبق لي أن قرأت مثلها-❤️