top of page
شعار مداد.png

البان كيك!

تِلك السيدة الكبيرة التي تزيِّن صورتها كراتين الشوفان، ستكون سيدةَ الموقفِ اليوم، إذ ستزيِّن صورتها الأطباق، فاستدارةُ كُل القِطع تحيلُ إلى وجهها.


ألذُّ ما يمكن أكله، قطعة بان كيك. هذا ما فكَّرتُ فيه منذُ استيقظت، والطريقةُ كالتالي:

ثلاثُ بيضات مخفوقة جيدًا، بياض البيضِ أوَّلًا حتى لا أرى إلَّا رغوة البيضة، ومِن أسرارِ المهنة إضافةُ الصفارِ للخليطِ تِباعًا، لقد رأيتُ جارتنا ترميه!


أضيفُ عليه كوبًا كاملًا من السكر، يا للمأساة. أتداركُ الأمر باستثناءِ ملعقتين كبيرتين من الوصفة، لعلَّها تخفف كلَّ هذا الحِمل. أضيف الفانيليا قليلًا. وأخلطُ بحسرة.. لا بأس أن نضيفَ ربع كوبٍ من الزيت إن استلزم الأمر، إضافةً إلى الحليب، كُل كمية الحليب. ألم نقل إنه مقوِّ العظام؟ لا بأس.


لا يوجد أي مبرر لثلاثة أكواب من الطحين، إذًا الرُّبع الإضافي فيما سيضر؟ الملح، والنشا، وباكينج باودر، وبيكربونات الصودا كلها ستُضاف لا بد أن تُضاف.

مكتوبٌ أيضًا "تُخفق جيدًا" إن كُنتُ قد وضعتُ كل هذه المكونات، فلمَ لا أخفقها جيدًا؟ بالتأكيد سأخفق بجد واجتهاد، لابد أن تتمازج حتى لا أرى أيًا من هذه المكونات منفصلًا مرةً أخرى، هم مع بعضهم أحلى. يكمِّلون بعض، الدوائرُ التي يتحركُ فيها الخلَّاط لا تعني إلا الاكتمال. للدائرة طبعًا.


أجملُ ما في الأمر لحظةَ نضوجِ القطعة، بلونِها الذهبي، وطعمها اللذيذ - تذوقتها قبل الأكُل طبعًا- لأتفقد أحوالها، وحتى تصلهم بأجملِ ما يمكن.


على الورقةِ البيضاء أضعُ ستةَ قطعٍ من (البان كيك) صَنعتُها قبل قليل، الآن لكلِّ فردٍ قطعة تنتظره، وريثما يأتون بدأتُ أجهز المكان لهم، سأبدأ بطِباعة ستة أوراق بأشكال مُختلفة، ثم تزيين الطبق بالحُلي. والقهوة هي كُل ما في الأمر ليكتمل. الفرح.


عندما قدموا استقبلتهم أحكي، عن قصةِ السيدة شيماء، استعرتها من السيدة جميما التي دلَّني العم جوجل عليها، يَقولُ أنها أول من ابتكرَ فكرة الخليط، وأنا بدوري من أواخرِ السيدات تجربةً له، أخبرتهم كيف أنني رغم ذلك من أفضلهنَّ اتقانًا لهذه الوصفة.. كانوا مشدوهين لكلِّ التفاصيل، ولكلِّ الإضافات التي يمزجها العم جوجل للقصص، وللخيال الذي يضفي أي نكهة تريد، ولكل التوقعات، والتنبؤات عن مُستقبل الوصفة المُبتكرة، حتى قطعنا صوتِ أصغرنا، لنجرِّب أولًا!


وعندما نزلت أعيننا لموضعِ الطبق -لأوراق البان كيك- لم نرَ إلا فريقَ إنقاذٍ يُبشرني أنه يعرفُ طعمَ السكرِ في كل الوصفات، مهما خلطتُ واجتهدتُ. كانَ طاقمُ النملِ ينعمُ بكلِّ قطع البانكيك، حاملًا إياها بانتظامٍ وترتيب، وتركَ لنا ستَّ فتاتٍ.


الشيماء آل فائع






٢١ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل
مشاعر

مشاعر

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page