لم أعرف يومًا الوجهة التي يجب عليّ إتباعها، ولم أكن قد ورثت من جدتي فراسة معرفة الأشخاص من وجوههم، ما كان لازمًا معي هو التيه.
عندما ينتابني شعور التيه -حتى ولو كان كل ما حولي يدل على الطريق، الخرائط تدل على الموقع، المباني والطرق تدل على أين يجب أن أضع قدمي لكن مع كل ذلك- كنت أرفع رأسي عاليًا محاولةً مني لمعرفة ما يجب علي فعله.
هذه هي عادتي منذ ولادتي كل الأطفال كانوا ينظرون إلى أمهاتهم إلا إياي كنت أنظر للأعلى دائمًا.
أتعلم حتى عندما يتساقط الثلج يركض الجميع للعب فيه أما أنا فكنت أرفع راسي لعلي أفهم ما الذي جعل السماء تبدل رقة المطر إلى ثقل الثلج.
عندما تعلمت ما يبطن الأشخاص من وجوههم لم يعد للأشخاص حينها ملامح!
هذا ما كنت أقصده بالتيه أن يكون الطريق أمامك ولكن لا تعلم ما يجب عليك فعله،كل العلامات تتغير من حولك وكأنك مصاب بالدوار.
أغمِضُ عيناي الآن وكمْ أتمنى أن تكون الرؤية واضحة عندما أفتحهُما من جديد…
أمجاد البلوي
Comments