مرحبًا أيها الغريب، كيف حالك؟
آه.. كيف حالك.. يا له من سؤال غريب!
لا أتذكر أنني سألتك هذا السؤال قط! ولكن لا عجب في ذلك.. لم أضطر يومًا أن أسأل عن حالك؛ لأننا في كل مرة نتقابل فيها، كانت عينيك وحدها كفيلة بوصف شعورك العميق بالسعادة والراحة، كان حالك جليًا أمامي، في كل مرة نرى فيها بعضنا يبدو العالم أجمل، أسعد، أرقّ، وأكثر طمأنينة!
في كل مرة نكون فيها سويةً كنت أتمنى أن أوقف عقارب الساعة، وأمسك بيديك، وأضع رأسي على كتفك، ونطرب بصمت على ألحان "وردة الجزائرية"، التي لطالما أحببناها وسمعناها معًا.. تمنيتُ أن تظل معي إلى الأبد! ولكنها محض أمنية..
لطالما دعوت الله أن يخرجك من قلبي وفِكري، وفي كلِّ مرةٍ أوشك فيها على تجاوزك، تأبى صورةٌ لك، أو رسالةٌ منك إلّا أن تُعيدني إلى حيث انتهى بنا القدَر، تُعيدني ليوم فراقنا، فتَقُضَّ مضجعي وتجدَّدَ حسرتي..
لا أعلم إن كنتُ سأتجاوزك قطّ.. كيف لي أن أتجاوزك وأنت حولي في كل مكان؟ رسائلك، أبيات شعرك، أغنياتك المفضلة، وتلك الوردة التي أهديتني في ذكرى مولدي..
أكتب لك هذه الرسالة وقلبي يعتصر حزنًا، كتبتُ لك رسائل جمّة لم تصِلْ، جميعها كتبتُ في مطلعها اسمك، ولكن هذه المرة.. كتبتُ أيها الغريب؛ لأن هذا للأسف ما أصبحتَ عليه الآن..
لا أعلم ما إذا كان يحقُ لي أن ألومك أو أعاتبك، لا أعلم ما هو حالك، لم أسمع منك منذ سنتين وخمسة أشهر، لا أعلم إن كنتَ بخير، أو حالك تعيسٌ كحالي.. كل ما أريد أن أقوله لك، أني أتمنى لك السعادة الأبدية، معي أو بدوني، كل ما يهمني هو أن تكون روحك بخير، قلبك مرتاح، وأن تكون دومًا بأحسن حال، وأتمنى ليَ السُلوان.. فقط السُلوان!
هذه هي الرسالة السابعة والثلاثون التي أكتبها لك، ولكنّ قدَرها كقدر أخواتها، أن تظلّ حبيسة الدفاتر إلى حين ألقاك..
ليان محمد
ความคิดเห็น