نرى دومًا بصيص الأمل بالرغم من أن العمر يمضي ونحن نخوض الحروب مع أنفسنا وأحلامنا، نبدلها كل مرة بهذا البصيص ثم نعود حاملين دروعًا وسهامًا، وعلى حمارٍ يزحف شوقًا للشعير وليس للحرب.
خضت جميع حروبي في ساحة عقلي الفارغة في مساحة يكاد التفكير يطفح منها نزولًا إلى معدتي ويطلب السماح للخروج من فمي -عذرًا على هذا- هل أكتب مذكرات؟ هل أنا شخصية في غاية الأهمية لأكتب شيء كهذا؟ أم أنني أريد توظيف وقتي الذي أخسره باستمرار في حوارات بيني وبين نفسي في المطبخ! ولماذا المطبخ تحديدًا؟!
كنت أشعر دومًا أن السطل الأحمر هو سادر (شخص بالغ ذو أهمية وحكيم للغاية) ولكنني خسرته مؤخرًا عندما وقفت عليه لأحضر شيئًا من الأعلى، وعندها علمت أن السطل الأحمر والثلاجة والفرن لم يكونوا أبدًا في الوجود، لم يكن أيًا منهم يسمع حديثي ولا حتى يأبه بحواراتي، اقتنعت أنه في المقابل يوجد الكثيرون من سادر في العالم مهمين وملفتين كالسطل الأحمر، وما إن تضغط عليهم يذهبون، فتظن أنك خسرتهم، حتى يتبين لاحقًا أن ما بداخل عقولهم خواء وصحراء قاحلة من الجهل والضعف، وعندها ستعلم أن خسرانهم مكسب وأن ذهابهم هو رأس المال وصافي الأرباح.
ميلاد.ف
Comentários