top of page
شعار مداد.png

المرآة



تجر قدماها بتثاقلٍ شديد.. إلى تلك المرآةِ المركونةِ في ركن غرفتها التي أهملت ترتيبها وتنظيمها..

تصبح قدماها أثقل كلما اقتربت من المرآة..

وكأنهما تخبراها بأن ما توشك أن تراه لن يسرها..

أمسكت بطرف المرآة المُتهشم نصفها..

رفعتها ببطء والخوف والهلع يسكنان فؤادها

استمرت برفعها حتى أصبح بإمكانها رؤية شفتيها الجافة

صاحت صيحةً لا يسمعها سواها وخاطبت نفسها قائلة.. "لم أستطع تمييزكن!"

رفعت المرآة أكثر، فرأت وجنتاها اللتان اعتراهن دموعًا جافة.. تأبى الاختفاء حتى بعد أن توقفت عن الانهمار..

استمرت برفع المرآة حتى أصبح بإمكانها رؤية كامل وجهها بالرغم من تهشم المرآة..

لم تستطع تمييز تلك التي رأت انعكاسها..

"هذه ليست أنا!"

"ما الذي جرى لها!"

"لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا!"

ازدادت غضبًا وتوترًا

ازدادت قبضتها شدّة حتى احمرت يدها

بكت بشكلٍ هستيري، آبيةً تصديق ما تراه

حتى ألقت بالمرآة بقوة..

وأصبحت هي والمرآة متهشمتَين بشكلً كامل..



رغد العمر

٧ مشاهدات

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page