لا أشعر أنني بخير، أنا لست بخير على الإطلاق، لذا سأكتب، سأفرغ الكوابيس داخلي هنا، على الورق. هذا العالم ليس إلا خدعة، كذبة ملتوية تنزع عن قلبي كل فرصة للإحساس بالأمان. دقات الساعة ماهي إلا ضربات قلبي المتسارعة، وظلالهم أشباح تلاحقني، لم أعد أعلم ما هو الصواب، ما هي الحقيقة؟
أشعر أنني بداخل لعبة قام لاعبها بتغيير الإعدادات، ليس هذا ما يفترض به أن يكون عليه الحال، لم َعلي تجرع الخوف كلما التقت عيناي بأخي الذي أحب؟ لمَ يراودني الشك بوالدي اللذان أنجباني؟ أذكر كنا بالأمس متحابين، ما الذي تغير؟ لم أرى ظلالًا سوداء تطل من أعينهم، كأنهم موت ما انفك يحدق بي.
هل أصابهم مس؟ أم أنني جننت بالعظمة؟ الوضع ليس مريحًا، حتى بابتسامتهم شر خفي ما يزيدني إلا قشعريرة.
أيا تراه وهمًا؟ أهو ناتج نوبات القلق التي ما تفتأ تداهمني كل لحظة ... بل كل ثانية منذ الحادثة؟ كل شيء تبدل بعد ذلك اليوم، كأن كابوسا جثا على بيتنا، الشمس تبدو قمرًا وسماء الصباح سوداء كاحلة، الكآبة تخيم على المكان رغم أشباح السعادة التي تغزو وجوههم الشاحبة، كجثامين ارتدوا أقنعة بشر ليبدو أحياء.
أكاد أجن، إذا ما فقدت الأمان بين عائلتي، أين علي أجده بعدها؟ هل هذه بداية حلقة الخوف اللامتناهية، لا أريد ذلك، سأذهب للتقصي، لكشف الحقائق، أفضل المواجهة على التقوقع رعبا تحت الأغطية، أنا أؤمن أن كل ما أمر به ليس سوى مضاعفات لنوبات القلق، سأكمل هذه المذكرة بعد ان أكتشف الحقيقة، سأضحك كثيرًا حينها على مدى سخافتي، أنا أؤمن..
لكن من باب الحيطة، ما زال الوسواس قاهرًا.. إن وجد أحد هذه القصاصة ولم تكتمل.. أعلم الشرطة.
روان الفار
Comments