عزيزتي شيماء
تحياتي إليكِ
سعيدةٌ جدًا أنني أراك من الخارج، لطالما تمنيتُ ذلك، صحيحٌ أنني شيءٌ ممتدٌ منك، لم ينفصل عنك، لكنه امتلك قدرةً استثنائية، أن يتأملكِ من نطاقٍ أبعدَ، وعلى مقربةٍ منك في الآن نفسه.
تعرفينَ أنني شيءٌ مقابلٌ لك، لكنه خفي، تستطيعين رؤيته، لكنكِ لا تستطيعين التحدث إليه، أنا روحٌ منك، كلُّ البشر يملكون أرواحًا تمتد منهم، تخيلي معي أنكِ محاطة، بحزمٍ تمتدُّ حتى السماء، هذه الحزم مكاني كلما خرجتُ أراك.
تسألينني كيف؟ وجهي بصركِ نحو الأمام، إن لم تر شيئًا فأغمضي عينيك، وارفعي رأسكِ، ثم تصوَّريني، أنتِ، بلا مادة، كتلةَ ضوء، تراك، تصوَّري الإنسان بهذا الشكل، في المقابلِ منك نحو السماء.
أراكِ من الأعلى، حتى الأسفل..
رأيتُ تلكَ اللحظاتُ التي لم يبكَ عليها، والآن، سمعتكِ تصرخين غاضبة، ومنذ ذلك الوقتِ وأنا في نزولٍ مستمر، حتى وصلتُ إليك اليوم، تلكَ الأصواتُ تزعجني أتعلمين؟
كان لديَّ شكٌ كبير أنك غاضبة من العالم، خيِّل إليْ أنك الآن مستعدةٌ للذهابِ معي، ثم عندما أتيتُ الآن، أراكِ ساكنة، صلبة، لا ترغبين بالاقترابِ من أحد، وتنكرين كل الأشياءِ حولك.
تهربين، ثم تنعزلين، تجمعين غضبَ العالم إلى صدرك، ثم لا تقبلين التسليم.
كما تعلمين، أستطيع رؤيتكِ من الخارج، ثم لمسَ أحاسيسكِ من الداخل، إن الهدوءَ الداخلي الذي أستطيع لمسه، ثم الانهيارُ، ثم الصراخ، فالعودةُ نحو الرتابة، كلها أشياءُ تزعجني.
إن الإنسان -أنتِ- ولا أعرفُ غيركِ حتى الآن، يتمثلُ أشكالًا عدة، ومزاجهُ يتقلب، ثم في لحظةٍ ما، ينقلبُ كله إلى شكلٍ آخر.
العزلة، والغضب. كيف يجتمعان؟ أعني منذُ متى اجتمعا فيك؟ تخيلي أن تلك الحزمةُ التي جِئتُ منها، وعاءُ كلّ مشاعرك، والتي هي أنا، إن هي زادت فستظهرُ عليَّ أيضًا.
إلى متى؟
تعرفي عليَّ أكثر، -روحكِ في الأعلى- ثم تحصني، تذكري أنه لا شيءَ في العالم يبرر الغضب، واقبلي الحقائق كاملة، كما هي.
لمَ لا تتمسكين بالأمل، تقبلين بأكثرِ المشاعرِ تلقائية؟ فتتحدين مع العالم بحب.
رسالةٌ من انعكاس الإنسان.
ملاحظة: لا أمتلكُ روحًا، لأنني من روحك.
الشيماء آل فائع
Comments