على الطريق وأمام محلٍ معروف في المدينة، يقف منتظراً القبول أو الرفض، بعد أن قدم على وظيفة لديه.
لا متشائما ولا متأملاً، لأن من مثله اعتاد على أن يُرَد!
فلا أحد يقبل سارقاً وسجيناً سابقاً في هذه البلد
التي لابُد لأهلها أن يكونوا منزهين عن الخطأ!
إذ يرى أن باب القبول يفتح لمن يتقن العمل، لا لمن يتسم بأخلاق عالية.
فعلى قوله: بماذا يُفيد الكلام المعسول لمن تخبره نفسه يومياً عن مدى بشاعته؟
بينما يقف، ينظر لمن جاء و من ذهب
يرى من يكبس على زر الإشارة لتقف السيارات إجلالا له ليمر
والآخر الذي يستجدي الناس لينال على ما يشتري به قوت يومه
ثم.. تمر فتاة من أمامه، فيسأل نفسه؛
أي مرضٍ هذا الذي جعلها تثق بنفسها إلى هذا الحد و تظهر للملأ بهذه الصورة السيئة.
هل يعقل أن منزلها لا مرآة فيه؟
أم هل عائلتها لم تخبرها بأن وجهها ليس لوحة لرسامٍ تجريدي لتشوهه بهذا الشكل المرعب؟
يغض بصره عنها بابتسامة شامتة
ليقتنص الآخر الذي يقف جانبه
والذي يتحدث مع صديقه بحماسة، بوده لو يذهب ليقول له: كيف لك أن تكون بهذا السخف ولم تلمح نظرات من معك الذي يتمنى لو يستطيع الهرب منك دون أن تبكي عنده راجياً إياه أن يبقى معك، لأن من الواضح أن لا أحد يرغب بأن يكون صديقا لشخص مثلك، أحمق ومغفل.. ولابُد له أن يكون منبوذاً!
بمنتصف هذه الانتقادات القاسية التي لم ولن تنتهِ
يقطع حبل تساؤلاته صوت من الخلف..
صوتٌ لرجلٍ سليط
مَن؟ صاحب المحل!
ليسأله بازدراء: من أين أتيت بهذه الجرأة لتتقدم على وظيفة كهذه؟ أم حسبت أننا نهذب كل من يُعذَّب خلف قضبان العدالة المزعومة؟
انظر خلفك، أترى ذلك المشرد؟ أذهب و قف جانبه
و أرجو أن تتعلم منه كيف يأخذ المال.. دون أن يسرقه.
و على كل حال فقد قُبِل بالوظيفة ذاك الذي كان يراه
و يراهن أن لا أحد يريده.
و إذ بباب القبول يُفتح لمن كان كلامه معسولا!
طفله عبدالله
Kommentare