يا صديقتي نحن ركاب مركب واحد، فكلنا نعاني الأمر ذاته، المشاكل سلسلة لا متناهية فإن غضضنا عنها النظر؛ فلن تخجل وترحل، بل هي أشبه بعلَقة تتعلق بنا، ملازمة لنا كما لو كانت ظلًا أو صديقًا حميمًا، فمن ينتظر أن تمل مشاكله وترحل من نفسها؛ كمن يتعب يديه في إطفاء حريق يعلم أن نيرانه لن تخمد يومًا.
وكما يقال لا تبتئس فهذه الحياة وطبعها، فالهوة التي تحدثها الحياة بين التعاسة والسعادة تجعلها تأخذنا يومًا إلى أعالي السعادة ثم تلقي بنا فجأة في بئر الشقاء، تجعل الحزن يولد من رحم البهجة والأسى من رحم النعيم، تفرحنا كما لو أننا لم نر حزنًا، وتؤلمنا كما لم نر فرحًا، كل معطيات الحياة رمال متحركة ولا وجود فيها لأرض صلبة، فلا الحزن مكتوب له القرار ولا الفرح، فلا تقسِ على نفسك فما تفعل الحياة بنا كفاية.
حصة العمر
Comments