top of page
شعار مداد.png

جاحظ العينين

حط الطائر الشبيه بالغراب على الأرض بدا وكأنه تكلم مع أحدهم، ثم غادر بسرعة وكأنه عميلٌ سري لا يريد لأحدهم رؤيته لكني رأيته دون أن يعلم، تظاهرت أني لم أر شيئًاَ، فلم أرد أي مشاكل حتى مع الطيور لكن يبدو أن نملة تشاهدني عرفت، لم أهتم فلا علاقة بين الطيور و النمل!


في الغد رأيت شبيه الغراب عند نافذتي يحدق بي بقوة، أوهه.. يبدو أن الآنسة نمولة قد وشت بي بعد كل شئ، أعطيت الغراب إشارة لا أهتم عن طريق الإماء برأسي يمنة و يسرة، لكن يبدو أنه فهمها بطريقة مختلفة فلقد نعق بقوة وطار وكأنه غاضب، في الصباح رأيت عصفورًا ميتًا عند باب المنزل عرفت أنه أتى لتهديدي، رفعت رأسي أبحث عنه حتى رأيته على شجرة المنزل المقابل، أشرت له بيدي وكأني أقطع رقبتي كي يفهم أني لن أخاف وسأريه ماذا يعني الصراع مع البشر، جحظ بعينيه كمن قبل التحدي وطار بعيدًا.


وبينما أنا في العمل فجأة دخلت حمامة تائهة طارت باضطراب وأحدثت الفوضى، لكنها خرجت دون أن يحصل شيء، التفت لأرى الطائر الشبيه بالغراب يحدق بي، ويجحظ بعينيه محبطًا من فشل عمليته أو كان يخبرني أنها بداية لعمل فوضى كبيرة لا أعرف ما كان يفكر به لكنه اختفى، بعدها عدت إلى المنزل ولكن يبدو أن النمل استولى على كل الغذاء، لا أعرف حقًا كيف استطاعت فتح الثلاجة، فهناك مواثيق غليظة بين نمل المنازل وسكانها بأن يقبل أصحاب المنازل بسكن النمل وأكل الفتات والطعام المكشوف فقط!، لكن أن تقوم تلك النقاط السوداء بخرق هذا العهد أيًا كانت أسبابها فذلك يعني الموت لهم! بالتأكيد كان صاحب الشأن ينظر إلي بعينين جاحظتين شامتتين هذه المرة؛ لم ألتفت لكن يمكنني أن أعلم!


استلقيت على فراشي بعد يوم حافلٍ من حبس النمل وسد منازلهم وقتل كل نملة خارج المسكن، لكن لم أستطع النوم فلقد كان أحدهم بالمرصاد طفقت طوال الليل أستمع لصوت نقر الطائر على نافذتي، لا أعلم إن كان هو نفسه أم وظف مخلوقًا آخر ليقوم بذلك، كانت سويعات نومٍ غير هانئة لكن استيقظت صباحًا لأجد سيارتي قد طليت بفضلات الطيور وتحتاج أسبوعًا للتنظيف، رفعت رأسي ورأيت الشبيه بالغراب في مكانه على شجرة المنزل المقابل أثار حنقي، ورميت حجرًا؛ استشاط غضبه وطار ناحية رأسي حميت نفسي بيدي لكنه قرر نزع ساعتي ولو كان يستطيع لأخذ إصبعًا من أصابعي، أبعدته بصعوبة و عدت إلى المنزل، لكن النقر على النوافذ كان قويًا، كل نافذة في المنزل كان ينقر عليها ثلاثة طيور على الأقل، بعد يومين من هذا العذاب المتواصل خرجت وكان سعيدًا جدًا فلقد اقترب مني كالرصاصة من أعلى وقطع خصلة من شعري ثم أشار لبقية الطيور التي أتت لتفعل المثل، أبعدتهم ودخلت إلى المنزل ثم لم أره بعدها مرة أخرى، لا أعرف هل كان أخذ شعرة يعني الانتصار أم ماذا؟، لكن بعدها لم يعد منزلي يرى الضوء؛ النوافذ مغلقة بالستائر دائمًا من يدري على ماذا ستسقط عيني في المرة القادمة!


جمانه الفرّاج




١٩ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Opmerkingen


bottom of page