top of page
شعار مداد.png

حلم صعب المنال

أتكئ على أريكتي البنفسجية.. ونافذتي مشرّعة للسماء.

محظوظة أني أقطن في وسط منطقة شبه مقطوعة، هذا يجعلني أنظر إلى النجوم باتساعٍ أكثر، أرى السدُم تغازلني، وموسيقى أمواج البحرِ تطرب مسامعي، يوميًا ترسم لوحة فنيّة من صنع الإله بعنوانِ "الشمس.. شروقها، وغروبها".


وفي الشتاء القارس، تتحول هذه المدينة الصيفية إلى حكاية قديمة، تزهو بلباسِها الأبيض، وتتصاعد رائحة القهوة الأمريكية، والشكولاتة الساخنة، ويجول الأطفال، أما في خريفها يرتدي الأطفال أقنعة تشبه الجمجمة ويطرقون على بيبان المنازل: "حلوى أم خدعة"؛ احتفالًا بعيدهم "الهالوين"، ورغم كل هذه الاحتفالات، إلا أنني لا أزال هنا في مكاني محبوسة، لا أستطيع التحدّث ولا الاستماع إلى من حولي، وأصبحت أشبه الطوب الأحمر.. لا ملامح له، ولا لون، أخطو خطوة وأرى العالم ضبابي، فأعود مسرعةً نحو صومعتي، تقابلني دهاليز الحارة الضيقة فأموت اختناقًا، أسمع أصواتًا متداخلة في رأسي فأمسك رأسي بيدٍ مرتجفة، وأردف: أن اخرسي واصمتي!


تعود ذاكرتي إلى ملامح حنونة ضبابية تمسح على شعري وإلى زراعة الصبار التي لا أذكر منها سوى يد خشنة تغرس البذور في ذلك الأصيص.. أغيب عن الوعي وأستيقظ في ذات المكان: الأريكة البنفسجية، والباب الخشبي المغلق، وورقة تذكرني أني سأظل هنا بين هذه الجدران.


وتمر الأيام الرمادية صامتة، وتكون الحرية بالنسبةِ لي حلم صعب المنال، أقف على عتبات سلالمه بصمتِ طفلة صغيرة مسموح لها التأمل.. لا الصعود.


أروى البابطين



٢٤ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Kommentare


bottom of page