top of page
شعار مداد.png

حلم لبس الواقع

رؤى النفس، انتقلت لتصبِح هي الواقع!!


- ما الذي جرى؟!

- كما سمعتْ، رؤى النفس من قامت؟!

- ماذا تعني؟!

- هم من فعلوا!!..


........


قبل خمسة أيام..


ازدادت دقات قلبِ أحدهم، ونهض مفزوعاً من سريره، سمِع دقات الساعة فرفع ناظريه نحوها ليراها تشير للخامسة بعد الفجر..


قبل أربعة أيام..


صرخة دوت في المكان، انتفض ذاك الشاب من سريره، وضع يده على صدره يتحسس طرقات من يسكنه، يهدأ قليلاً ويمسح ما تساقط من عرقِ جبينه، ينظر للساعة يراها تشير للخامسة بعد الفجر..


قبل ثلاثة أيام..


إنها ذات الساعة، ذات الأمر وذاتِ الحُلم يتكرر، يرى نفسه راكضاً وخلفه شاب لم يتبين ملامحه في أولِ حلم ولا الثاني ولكن اليوم أبصر القليل منه وشعر بأنه يعرفْ الشخص الذي يركض ورائه، الشخص الذي يدفعه ليسقط بالهواية قد رآه مسبقاً..


قبل يومان..


سقط مفزوعاً من سريره، ولم يتحسس صدره هذه المرة كعادته ولم ينظر للساعة، بل ركض مسرعاً اتجاه الغرفة المجاورة، ووقف متصلباً أمام المرآة يتبين ملامحه، وكأنه نسى تقاسيم وجهه!! ولم ينطق إلا بكلمة واحدة "هوا..." ، ابتلع ريقه خوفاً وجلس أرضاً ..


قبل يوم..


اكتظ السكان أمام القطار، فاليوم هو اليوم المخصص لاستقبال جميع زوار البلدة في عيدها السنوي، وحده بقى بعيداً ينظر نحو الجميع بنظرات مشككة، يبحث في وجوههم عن ذاك الوجه، في ذاك الحلم.. الحلم الذي رسم له كل تفصيل سيحدث اليوم..


الجميع مجتمعون، يصل القاطر في الرابعة بعد الظهر، يسمع صوتَ بوقه معلناً وصوله، يُفتح الباب يتوافد الزائرون ويستقبلهم الموجودون برحب وحب وعقودٍ من الأزهار، في كل هذا الضجيج والصخب يسمع صوت من المكبرات المعلقة بأنه على الجميع مغادرة المكان والتوجه للساحة للاحتفال، جميعهم يذهبون ويبق شخصُ واحد يرتدي بزة من رصاص، ويرتدي قناعاً حامياً على وجهه، لا تظهر ملامحه ولكنه يراه وينظر نحوه، وما هي إلا ثوانٍ حتى يرفع المسدس نحوه ويجري راكضاً..


كل ما في الحلم يراه يحدث أمامه تدريجياً، ولأن يعلم ما سيجري بعد فراغ المكان بدقائق وقبل مغادرة القطار للمكان، انتظر أن يفرغ المكان من الأشخاص واتجه نحوه ذاك الرجل المرتدي تلك البدلة وذاك القناع سريعاً، وسمع صفارة القطار المعلنة عن مغادرة المكان، قرب وصوله له، أزال ذاك الشخص القناع وتبينت ملامحه، "إنه هو، إنه أنا"

صرخ وهو يدفعه اتجاه السكك الحديدية ليرسم سير أحداث مغايرة للحلم، ليموت هو ليموت من يشببه أو لتموت ذاته ويبقى هوا!!


اليوم..


خرج الشرطي من غرفة التحقيق، غاضباً:

- إنه يكذب، يدعي بأنه قتل نفسه، سألته إن كان قتل نفسه فمن يكون هذا الذي أمامي الآن، فأجابني بشرود بأنه الحلم..


- لا تتعب نفسك يا سيدي، أخبرتك منذ البداية بأنها هلاوس لمدمن ولن تجدي التحقيقات نفعاً معه، وذاك الرجل المسكين كانت ابنته الرضيعة وزوجته في انتظاره ولاقى حدفه نتيجة حلم أبى إلا أن يرتدي لباس الواقع لمدمن..!!


وسق الأزهري



٦٢ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comentarios


bottom of page