أمي: ما بك اليوم؟ ما لي لا أسمع ضحكاتك المعتادة التي تملأ ليس منزلنا فقط بل الحي بأكمله
أنا: لا شيء، فقط لا أجد شيئا أنفق ضحكاتي عليه، أتوقع أنني مجهدة بعد الدراسة فحسب.
أمي: حسناً، سأدعك وشأنك، أوه نسيت أن أخبرك الجيران سيأتون عصر هذا اليوم سأذهب لصنع الكعك والشاي استعداداً لهم.
أنا: يا له من ثنائي رائع، الكعك والشاي يكملان بعضهما البعض، تكتمل لذتهما إذا كان الكعك يحتوي على الكثير من السكر والشاي لا يحتوي على شيء تحصل الموازنة هنا بين الحلاوة والمرارة.
أمي: أوافقك الرأي، الكعك والشاي هما أفضل وجبة لوقت العصر لكن هل أنتِ بخير؟
أنا: نعم، لماذا لا أكون بخير، أنا أفضل بكثير مما كنت عليه سابقاً، أعيش حياة مثالية الجميع يتمناها.
أمي: حسناً، سأذهب لأجهز أواني الشاي تعالي معي للمطبخ وأعدي القهوة لبعد صلاة المغرب.
أنا: حسناً ولكن هل تعلمين يا أمي أن أغلب الناس يفضلون قهوتهم مرة والتنافس على مرارة تلك القهوة عجيب، كلما ازدادت القهوة مرارة ازدادت لذتها والقليل من يتقبل تلك المرارة ويستمتع بها والغريب بها أنها تزيد النشاط لمن يتمتع بها فقط ويستلذها.
أمي: من منا لا يحب القهوة ومرارتها، فهي تجعل الذهن صافياً.
أنا: ليس ذلك فقط بل تشبع احتياجات الفرد ليس عن طريق شربها فحسب بل حتى رائحتها وكذلك قد سمعت أنها تسد الشهية فلا يرغب الفرد في أي شيء آخر بعدها مهما كان شهياً ، تجعله راضٍ بما يتوفر لديه بعد شربها. اذهبي يا أمي قدمي للجيران ما صنعتِ وفاجئيهم به ليس جميع الناس مستعدون لتلك المفاجأة ممكن أن تكون ما يحتاجونه بالضبط لنرى كيف يشكرون ربهم على هذه النعم.

الدانة السكران
Comentarios