top of page
شعار مداد.png

حيرة بين حياتين!

يااه! جميلة جميلة جميلة

اه أتمنى أن يهدأ المنبه لأكمل تأملي

تأمل وجهك غير عابس ولا ضاحك

لا تنهضي أرجوك

دعينا نكسر القواعد ولو لمرة

دعينا نفكر بك أنتِ ليس إلا.. اسمعي صوتي ولو لمرة!


تتابع يومها كما هي عادتها

محدقة بنصف عينها بشاشة جهازها، وكل ماحولها فوضى.

سبحان الله! كيف لها أن ترى كل هذه الفوضى ثم تكمل يومها بتنظيم نسجته في قلبها وعقلها؟ لا اختلال في نظامها، إنما هذه الغرفة تحكي كل اختلالاتها النفسية.

'كم مرة ومرة صرخت بك ولم تنتبهِ لي!؟ كم عام مرّ بنا سويًا وأنا وحدي المطيعة وأنتِ الأميرة الآمرة؟'


فجأةً

التفتت إليّ

وبدأت تحدّق فيّ وكأنها تقول اغربي لا تقطعي محاولات تركيزي

مئة فكرة دارت وجالت في بالي: 'كيف لي أن أقنعها أني لم أكن أقصد زيادة الطين بلّة'

تمعّر وجهها ومازالت تنظر إلي

أشعر بنظراتها تثقبني، يا الله! ساعدني


كل ما أعنيه أني معك ولن أتخلى عنكِ في أي حال من الأحوال ولكننا نحتاج أن نسير منظمين داخلًا وخارجًا.

حقًا، استمعي إلي. إن كل ما أردته هو محاولة استقامة لم أكن أعني شيئًا.

ربما كانت هذه الغرفة مبنى الأحلام وأنا المخطئة!'

اه! ماتزال تنظر إلي بنظرات تحرقني.

أخذت التبريرات تتراكم برأسي

بل حتى بدأت أتيقن أنها هي المحقة

فهذا عالمها الصغير، هذه الغرفة اختصار سنواتها.

إن كل ما حولها خراب، إلا أن نفسها لم ينقطع يومًا

كل من تقابله يزيد شتاتها، إلا أنها لا تبرح محاولةً الاستقامة

فهي الآن تحاول الإمساك بالجمر، ولم تتمكن بعد.

لو أنها عزمت حقيقةً لمسكتها وقطعت الأكسجين عنها فلم تعد تحرقها

'لو أنها عزمت؟!


كيف لها؟ ومن لها؟ ومن هو معها ليعينها؟

من أين نأتِ بسبب يدفعنا للعزيمة والاستمساك بالعروة الوثقى؟

هي تتنفس الصعداء، لكنها لم تصعد لما تطمح بعد.

هي تبحث عن ورقة رابحة وسط عاصفة هوجاء تذهب بجميع الأوراق بعيدًا عنها

تبقيها عارية الأحلام حائرة الفكر تبحث عن أي ورقة تأتي من أي اتجاه لعلها تأخذها إلى ورقتها المنشودة.

إن ماحولها حطام لكنها ماتزال تبني وتشيد

إنها في حيرة بين حياتين

إن حظيت بواحدة منهما خسرت الأخرى! فحظّها لا يكفي لمرتين!

عصرت قلبي هذه الأفكار، فسقطت دمعتي إثرها

نظرت إلى وجه حبيبتي مرة أخرى

فإذا بها تقترب مني

'ياه! ماذا ستفعل بي؟!'

مدت يدها فمددت يدي تلقائيًا

إلا أن يدها تعدّت يدي لتعدل ميلان لوحتها الجدارية

'أمجنونة أنتِ؟ كاد قلبي أن يطير!' قلت والدهشة تملؤني.

أكملت مع حبيبتي يومها وفي قلبي مئة سبب لكل فعل وألف أخرى لكل رد فعل

إنها على الأقل تحاول فعل المستطاع لتنال الرضا!


غدير السناني




 
 

Comentarios


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page