وَقفَ أمام البوابة، ينتظرُ الاشارةَ بلهفةٍ وتوتر، فها قد أتى اليوم الموعود، وها هي الاشارةُ تأتيهم ليتحرّكوا، رَتّب عباءته السوداء بشريطيّ الذهبِ على أطرافها، وعلى رأسه ثبّتَ قُبعةَ بروفيسور شاركتها اللونَ الأوّل، سحبَ هواءً مخففا توتره، ثمّ تحرّك خلفَ حامليّ راية، حوَت شعارها والعَلَم، ساحبًا من وراءه طابورَ خرّيجي الدُّفعة.
ساروا باستقامة على بساطٍ أحمرٍ امتدّ على مرجها الأخضر، رافقتهم في الدّربِ، أنغامًا وطنيّة خاصّة بيومهم المجيد، وبرؤيةِ والديه بينَ الحاضرين، مدّ ذراعه للأعلى، ملوّحًا بشهادةِ فخرهم، بقلبٍ رفرفَ سعادةً، ودموعٍ وقفتْ على أطلالِ ذكرياتِ جامعيّ، خاتمتُها عندَ عميدِ كلّيته، وبعدَ صورةٍ تجمعهُ بتكريمه.
أتمّ المراسم بالجلوس على المقعدِ، وبهاتفهِ تنقّلَ بينَ صفحاتِ صحيفةٍ الكترونية، وقد بدأ يكرر أنغامَ مجدِهِ، حينما سقطتْ عيناه على خبرٍ سابقٍ، محا سعادةَ الخاتمة.
"لن تتمّ إقامةَ حفلِ التخرّجِ لخرّيجي الفصل الثاني، وذلك بسبب الظروفِ الصحية للبلاد"
هكذا أقفلَ هاتفه، وحملَ شهادته، مغادرًا مبنى القبول والتسجيل، مودّعًا بابها الأبيضُ، وسورها الأخضرُ، وما يحميه خلفه من ذكرى طالب جامعيّ.. قد ارتدى كمامّةً، حجبتْ نهايةَ الحُلُم ".
ميمونة قاسم
Comments