"ما هذا"؛ بهمس.
ليس لي مكان هنا؛ لا بسبب الازدحام؛ بل لا يوجد في هذا المكان من يعرفني حق المعرفة، المعرفة التي توجب أخذا ثم حفظا. ليس لي إلا أن أسلك طريقا آخرا، أقصد أن أنتظر حتى يَسْلِكَ بي، من تفطّن لي، سبيلا مختلفا؛ أنا لا أُرَى؛ لذلك يصْعُبُ إيجادي.
"أوبس!" هذا رمى بي من حيث لا يشعر، عندما اختلط بمن لديهم ضد ما أملك وأُمَلِّك.
"آه، قد آذيتني"، أقول. لكنك لا تسمع سامعا.
"اتركني أيها.." لا أعرف ألفاظ الشتائم، لأني خلقت هكذا.
لدي أمهات لا يملكها إلا القلة، وقليل جدا من يحوز عليها كلها، بل جلها، ويحوز على رضاهن. أولها: "الحكمة" وهي رأس صلاحي.
آه هذا يتصرف بمسماي وغايته العكس! يا إلهي إلى أي عصر وصلت أنا؟ سقوط المروءة بالجملة؟ أم غرور السلطان؟ أم الاعتداد بالنفس الملتبِس بالعُجب؟؟
بلى، هذا الذي عرفني! شخصٌ دلَّ دربي؛ لقد أظهرني لأُرَى أخيرا على أعين من الناس. إنه يتمثلني بحسن حلة خُلُقِه، وبجميل خلة أخلاقه. يستصعب الناس وصلي، والإفصاح عني، لمَّ؟ أ لأني ند المادية؟ وأني فقيدة لألباب؟ أنا، من أنا؟ لابدّ إني مسألةَ كل زمان؛ لأني خَصم الدنيئة.
6:29 مساءَ الأحد، 16 آب 20 / 26 ذو الحجة 41
عائشة الريس
Comentários