top of page
شعار مداد.png

خيال مآتة

ثمة أشياء تشعر بها، تفكر بها، تعيشها، لا تعرف كيف تبوح بها، أوربما لم يخطر ببالك يوماً أن تبوح بها.

ثميحدث أن تصطدم بها. فتستيقظيوماً كخفة الريشة، تستنكر ذلك، فلطاما كان استيقاظك ثقيلاً كما الفيل.

ولحظة مداعبة يداك لعينيك تلتفت يمينك، وإذ بجسدك طريح الفراش كما الجثة تماماً.


تصرخ بأعلى صوتك مفزوعاً، ولكن لا يخرج تقف متسائلاً: ما الذي يحدث يا ترى، لما هذا الجسد طريحاً؟ ولما هذا الصوت حبيساً؟ ومن أنا؟ هل تلبست روحي شخصاً آخر؟ هممت راكضاً نحو المرآة، لعلي أرى من ألعب معه مبادلة الأرواح. وحينما نظرت للمرآة لم أرني، كيف ذا؟! وما هذا الجنون الذي يحيطني!


فجأةً! استيقظ جسدي المثقل، الذي أصبح كخيال المآتة، توجه لغسيل وجهه ثم باشر يومه كما المعتاد! فما الذي تغير؟ وسرعان ما استدركت أنني قرأت يوماً أن الأرواح تنفر من أجسادٍ أعيتها، وأذاقتها مرارة السقم، لمتعد تتحمل فتلوذ بالخروج، لتريك النصف الآخر من المرآة.


أنت كما لم تر نفسك مسبقاً، رغم أنك تعيشه يوماً بعد يوم، لكنك اعتدت التجاهل والتعايش ولم تر كم أرهقت غصنك حتى تعفن. ولن تعود لجسدك إلا حينما تدرك نفسك، وتحيي غصنك. راقبتني وتطقست ما أفعل؟! وجدت أنني هالةً سوداء، أجوب الأرض ولا أسقي الحرث، متذمراً باكياً!


قاسياً على نفسي قبل الجميع. تقمصت دور الضحية المضطهدة، رغم أنني من توقفت عن سقايتي.

تغطيت بأسمال ضعفي، ولم استيقظ من هذا السبات طويلاً، وغرق الجسد حتى جبينه.

لكن يجب أن أتعلم السباحة حتى أُنجد جسدي من دوامة الغرق. وأعيد سقاية غصني، حتى يزهر من جديد.

وتشرق شمس روحي مع كل غداة، وتستكن.. مع كل عشيّ.


ندى آل بريك



 
 

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page