تزورني اليوم بعد طول غياب!
تزورني فعلاً بعد أن كنت في طفولتي
ظلاً أرجو غياب الشمس وزواله عني،
لكنك جزء من أحلامي في المنام، كنت حلماً يقشعر بدني منه، يوقظني بذعر كمن يرى الأشباح!
غبت بعد تخرجنا في المدرسة،
توقفت الأحداث السيئة والمواقف الحرجة هناك، وبقيت في مخيلتي؛ وحشاً أراه في كل التجمعات والاجتماعات،
لا تزال أول ما أراه في المرآة فوق رأسي الدائري الأصلع كما تسميه (رأس الملعقة)
وهذا الرأس تنادي صاحبه: بطبيب
اليوم تزورني كمريض يحتاجني دون قصد.
أرى الأسى في عينيك وأنت ترثي حالك وبجوارك من ربيته يضحك عليك ويصرخ: أبي يعرج، أبي معاق
وتمسك يده أمه: معاق وليس لديه ما يقدمه لتكلفة العلاج، لولاك يا ولدي لما بقيت معه حتى الآن.
تجمع الدموع في عينك، ولكن مهما بكيت لن يتغير الحال..
وددت لو أنني أتسم بشيمة -الجود- من شيم الرجال، لكن وجع الطفولة أبى معالجتك دون حساب.
ندى إبراهيم

Comments