مرحبًا أيتها الصديقة..
أسعد لحظات حياتي هي عندما تلامس أناملي رسالتك، وتصلني رائحة عطرك المفضلة، وتلك البقعة التي تركت أثر، لا تعلمين كيف يكون شعوري.. كأنني بجانبك فعلًا.
أما عني فأنا مستلقية على أريكةٍ سوداء يغطي جسدي لحاف أزرق، وأمامي كوبًا من الشكولاتة الساخنة وشمعة برائحةِ الفانيلا ممزوجة بالقرفة، وبخور عود هندي برائحة اللافندر، أرجو أن تصلك الرائحة، والجو الدافئ الذي أشعر به وأنا أكتب لكِ رسالتي هذه..
آه.. ما أكثر ثرثرة أحرفي
عمومًا دعينا ندخل في فحوى الرسالة.. أرجو أن تكوني قد استمتعي بموسم المسارح، وألا يكون ذلك مبالغة منك فأنتِ يا صديقتي عندما تُعجبين بشخص، تفقدين سيطرتك حتى على مشاعرك تجاه توافه الأمور، وهذا يعني أن ربما كان ذلك الانبهار فقط لأنك شعرتِ بإعجابٍ نحو "حلّاق إشبيلية" ذلك الجار المتغطرس! - لا يعجبني- ولكن هذا قرارك، وتلك هي حياتك.
ومع هذا تجاهلتِ تمامًا ما كنت أردده لكِ في رسائلي السابقة وركضتِ له فور علمك أنه سينتقل من المدينة، وها هو بقسوةٍ هشّم قلبك، وهذا لا يرضيني، أرجوكِ ناستنكا عِ لنفسك، وكوني قرب جدتك فهي بحاجة لكِ، وإذا عاد ذلك الجار مرة أخرى، أخبريني
عذرًا لقسوتي، تعلمين جيدًا أني لا أريد لكِ الأذى..
مع كل التحيات
كتبتها أنا.
أروى البابطين
Comments