top of page
شعار مداد.png

رُوح تسكن هيكل معدني

يعبرُ الكثيرون من أمامي كلَّ يوم، يذهبُ كلُّ أصدقائي واحداً تلوَ الآخرِ وأبقى أنا هنا.. َ

أتساءَل كلَّ يومٍ، متى يحينُ دوري؟ متى سأحظَى بصديقٍ وعائلة؟ متى سأغادرُ هذه الرفوفَ البائسة؟


أبتسمُ عندما يقتربُ أحدهُم مني، يعبثُ بلوحةِ مفاتيحي المضيئةِ، وما أن تلمحَ عيناهُ بطاقةَ السعرِ يمضِي بعيداً، وهو يتمتمُ أنني لا أستحقُ كلَّ هذهِ التَكْلُفَة.


تمضي الأيامُ والأشهرُ وأنا لازلت عالقاً هنا، ابتسمُ لكلِّ غريبٍ يقتربُ مني علَّه يكونُ الصديقَ المُنتظرَ، تذبلُ إضاءةُ شاشتِي مع كلِّ يومٍ يمضِي ويتباطَأُ التيارُ الكهربائِي الذي يسرِي في هيكلِي، حتى فقدتُ رغبتي في مغادرةِ الرفِ وأصبحتُ أنتظرُ أن يتمَ تفكيكي وبيعِي كقطعِ غيارٍ لصيانةِ زملائِي.


رأيتُ شخصاً ينظرُ لي من بعيد، يراقبني بصمتٍ، يأتي ويرحلُ كلَّ يومٍ دون أن يقتربَ مني، عندما انطفأتْ إنارةُ شاشتي، داعبت أصابِعُه الرقيقةُ لوحةَ مفاتيحِي فأضاءَ روحِي بعد عُتْمَتِها، سرتْ الكهرباءُ في هيكلي من جديدٍ وكأنني بُعثت من الموت.


لا أعلمُ ما الذي دفعَهُ لاقتنائي رغمَ كلِ العيوبِ التي أحملُها، لم أعدْ وحيداً، أصبحَ لي صديقٌ يحدثني في كلِّ ليلةٍ، نعملُ سوياً حتى ساعاتٍ متأخرة، أحوّلُ كلماتِه التي يكتبها لأرقامٍ تستطيعُ كلُ الأجهزةِ الأخرى أن تفهمها، أنا وصديقِي نعملُ على جعلِ العالمِ مكاناً أفضلَ.


بعد أن كنتُ أنتظرُ الموتَ أعطانِي هوَ سبباً للبقاءِ على قيدِ الحياة.


سام





١٦ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page