top of page
شعار مداد.png

زمن الحُلم

تاريخ التحديث: ١٣ مارس ٢٠٢٢

عالقة بدوامة ذاك الزمان، حلمها يتكرر ليحكي تفاصيله، تجمع رفيقاتها حول طاولات الصف الأخير في الفصل حيث كان مكانها، تبادلهم لأطراف الحديث حول ما أثارهم من مواضيع، حول اهتماماتهم آرائهم تجاربهم، وبعض الأحيان وهو قليل جداً معاناتهم.


تغيب شمس وتشرق أخرى، يمر يوم لينقضي الأسبوع، تتلاصق الأسابيع لتُكمل الشهر، تتسابق الشهور لتنتهي السنة وهذه سنة تتبع أخواتها؛ ولا تزال عالقةً في زوبعة الماضي؛ ظاهرها يعلم بأنه زمن قد انقضى وباطنها يوافقه الرأي.

تتساءل: إذا لماذا أنا عالقة بهذا التناقض الزمني؟ فكرت بأنه ربما هناك جزء صغير بداخلها يرفض هذا الزمان، يتشبث بزمنٍ قد مضى.. تعاودها الأحلام فتجد نفسها في ساحات المدرسة وبين ممراتها، تزداد حيرتها، تجهل طبيعة مشاعرها. ولا تزال الأحلام تراودها لتوافق ظروفها الحالية لكن متلبسة برداء الماضي.


في واقعها تسير في جنبات الطريق قاصدةً وجهتها، فإذا بصوت يعيدها لذاك الزمان! فوضوية مشاعر تُصيبها. هي لا ترى داخلها لكنها تعلم علم اليقين بأنه في حالة عراك قوية. بين حنين لذاك الزمان يؤمن باستمراره، وشيء من التنكر لزمانها الحالي.


كثيرة هي المشاهد التي تشاهدها متعلقة بما مضى وكأنها سُجلت على شريط فيديو يُعرض أمامها، في ليلة من الليالي راودها حُلم، انتظرته كثيراً، رأت نفسها تجلس وراء طاولة في مكان ترتاده في وقتها الحاضر مع أُناس تربطها بهم صلة في زمنها هذا. وأخيراً أدرك حُلمها زمانها! لكن استغرق هذا الإدراك أربع سنوات ونصف، بعد أن أصبح زمانها الذي أدركته جزءاً من ماضيها!


أثير القحطاني



١٢ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page