(1)
مشهد في ساحة العاصمة
نداء، نداء، نداء
ويلنا هذه صيحات الحرب!
إلى الملاجئ، فورًا
تدافعت الحشود كأنّهم في يوم المحشر إلى تحت الأرض، كما يفرُّ من الافتراس الخُلد.
أمٌ تتفقد أبناءها الجائعين الباكين
ماما، إني خائف، نااااااااء ناااااء
لا تقلق يا صغيري
شابٌ في عنفوان الشباب يُحدّث نفسه "أين المفر؟ ليس لي إلا السفر بالقطار إلى بولندا، قالوا تطوع للقتال هه ولم ذلك؟ أأموت ليحيا غيري؟ هل يظنون أنفسهم أهم مني؟ لا أبالي إن ذهبوا إلى الجحيم".
تزاحمٌ على عربة القطار، كلٌ يدفع جاره حتى يدخل، والبوّاب يصيح: أصحاب الدرجة الأولى تفضلوا.
يصيح ركاب الدرجة الثانية: وهل الأغنياء أحق منا أيها النذل؟! يتدافع الجمع إلى العربة متجاهلين صيحات البواب... لم يستطع صغار العيون، ولا الملوّنون الدخول مبكرًا؛ لأن دمهم أحمر اللون وليس أزرق.
(2)
في مجلس اللوردات في القصر الأصفر: يتناقش الجنرالات عن الوضع الحالي.
أيها الرئيس: لم لا نتفاوض مع الدب؟ ألم تسمع بأن الدببة يأكلون الأخضر واليابس!
الرئيس: صمتًا، لم لا يرد البيت الأبيض عليّ؟ لقد اتصلت 10 مرات حتى الآن!
لقد وعدوني بأنهم ظهري حينما أفقد الظهر! ما الذي يحدث!
(3)
في الجزء الآخر من العالم يسأل الولد الصغير جدّه الحكيم
جدي، جدي، لمَ يهرب الناس من بلدهم حين يحيق بها الخطر؟ أعدك بأنني لن أهرب إذا هاجمنا الأعداء!
أجاب الجد وابتسامة الرضا تعلوه: يا ولدي يهرب الجهلاء من الموت لأنه في نظرهم النهاية! ولا بداية بعده، مساكين!
(4)
في مكتبته، فتح المفكر جهازه المحمول، برنامج الوورد، وبدأ يعلّق على الأحداث بكتابة كلام مبهم:
"كثير هو الكلام قليل هو العمل. حينما تعلو المادة تبكي الأخلاق. ليس في قاعات السينما يُصنَع الأبطال، إلا إن كانوا من ورق! المستجير بعمروٍ عند كُربتهِ = كالمُستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ. المُتلحّف بفتى الأبقار عارٍ تمامًا".
عبد الرحمن الشنقيطي
Comentarios