"لستُ أدري ما كنتُ قبل هذا، ربما لم أكُن." رفعت الابنة ساقيها تعانقهما أثناء مكالمتها.
"ماذا أتمنى؟" تبدل تعبيرها المتورد وازدردتْ ريقها، "أتمنى الفوز في مسابقة النحت غدًا.. حقًا!"
كنتُ أفرد جناحيّ الرقيقين بجوار منحوتتها الخشبية مصدرةً صليلًا خافتًا، عندما ختمتْ مكالمتها الطويلة: "أحبك أيضًا، أكثر من أي شيءٍ آخر."
ثم حدث أخيرًا أن التقت أعيننا؛ استعادت كلتانا الطوفان الذي حل بهذه الحجرة طيلة الشهر الماضي: لواصق الجروح على يديها، ضرب أدواتها، مكالماتها الطويلة، تغيير خططها..كانت الابنة تنوي على فوزين، قادرة على أحدهما.
لمّا وجدتُ المفتاح ذا الرائحة العشبية فوق وسادتها؛ علمتُ أنّ عملي قد بدأ. وأخرجتُ عصاي لأربط مفتاحها به، مرددةً ثلاث مرات: "الفوز في مسابقة النحت غدًا".. لينطلق انفجارٌ صغير لغبار المفتاح مع جزءٍ من عصاي فوق الابنة.
بحلول اليوم التالي عادتْ الابنة إلى البيت بجائزة المركز الأول.
وسمعتها تسرّ إلى أخيها بصليل جناحيّ ورائحة العشب التي شمّتها على وسادتها الليلة الماضية. فأجابها: "ربما زارتكِ ساحرة الأحلام."
أنا ساحرة الأحلام؛ سخِّرتُ لهذا المنزل منذ تلاشي الساحرة السابقة، ولم أحقق سوى حلمًا واحدًا هو حلم هذه الابنة.
إما لأن قدرتي ليستْ كسابقتي، وإما لاستحالة أمنيات ساكني المنزل.
لكنني أدركتُ قدرةً أخرى؛ حدثت عندما وجدتُ هذا الأخ الأرق يردد ملحنًا: "اتبع ضوء القمر واركض للنجوم والحق النور عند الثلاثة ستغطّ في النوم~"
فلمع مفتاحٌ أزرق على وسادته، فربطتُه بعصاي وبدلًا من أن ينفجر مع طرف عصاي؛ تلاشى غباره برفق فوق الابن الذي غطّ في نومٍ عميق مع حلمٍ سعيد.
أشجان

Comments