أشعر وكأن سمائي توقفت عن الإمطار وأبت المخلوقات الصغيرة الخروج للاحتفال .. شعرَت بأن هناك خطب. صمت من كان يتحدث لي عني قبل نومي ..بلا خوف وبعذوبة، كانت عباراته السخيفة تعني (ستكونين بخير) . نسيت كيف يبدو صوت تزلّج قلمي ، شعرت بالخواء هذه الليالي وكأن وجود أحدهم قد انعدم . دفاتري الخمسة بجوار سريري تبدو كنوافذ لبيت عجوز وحيدة نُسي أن تُفتح لها . شيءٌ ما اختفى وكأن الطير الذي كان محبوسًا في قلبي توقف عن الحركة ، عندما أنصتُ أطول علمت أنه مات ، اصطنع انعاشا، أكتب سطرا وأمحي ثلاث كلمات ، استمر بمضغ أحرفي منتهية الصلاحية ، تشبه هذه الأحرف العشب في ذبوله .. هشيم يذروه فكري . إلى متى علي الاستمرار في خط رسمه لن تكتمل ، البحث عن صورة لن تُلتقط ، الحلم بحياة لن تُعاش، هل علينا الاستمرار بصبغ حيطاننا بالسحب لنكذّب بأنه لم يكن سجن . آسف على من يقرأ هذه الأحرف ..تعلم أنها الأحرف الميتة ذاتها ..أغيّر ثيابها فقط كرافض للحقيقة .
هل علي دفنها ؟ خمس دفاتر من الأحرف الميتة .. هل علي توديعها ؟ وإن ودّعتها هل سيضمن لي ألن تلحق بي أشباحها؟
تعثّر القلم وسقط الخيال وصمتت اللغة .. قد تتخلى عني كتابة .

لطيفة الداود
تبقى الأحرف بخير، طالما أنها كتبت نصًا جميلًا كهذا، ولن تتخلى الكتابة❤️