في أشد لحظات حياتي سعادةً أتاني اتصالا معلنًا عن خمسة دقائق من الجزع والألم، على خِلاف ما شعرت بِه سابقًا.
⁃ الو
⁃ انتظرت كثيرًا حتى تسمح لي الحياة بالانتقام مِنك مجددًا
⁃ عمّار؟
⁃ نعم، مَن كان صديق طفولتك والسبب في ثروتك الآن
⁃ أنا آسف صدقني لم أكن أنوي سرقتك أبدًا
⁃ لو كان للاعتذارات سُلطة يا آدم لما وُجدِت مراكز الشرطة! أريد تعويضًا على ما عشتهُ من بؤس وألم
⁃ لك ما ترغب به، أطلب فقط
⁃ أعد لي عُمري، خمسة عشر عامًا من الشقاء
.... ⁃
⁃ لا تستطيع فعل ذلك؟ عوضني تعويضًا آخر
⁃ بالتأكيد لكَ ما تطلب!
⁃ أقتل نفسك
⁃ أرجوك لا تفعل! أنت تعلم مقدار ما عانيته حتى أصل لما وصلت له الآن
⁃ وأنت تعلم مقدار ما انتظرته حتى أراك بأسعد لحظات حياتك، حتى أخطف هذه الحياة منك، هل توقعت بأني سأقوى على المغفرة، فحين أراك تَنعم بشهرة وأموال مكانها الأصلي لي! الكل يُقدّرك حتى أنهم يستضيفونك في برامجهم حتى تقول لهم أسرار نجاح عملك، الذي أساسه عقلي .. كُنت تقول عن فكرتي سابقًا بأنها ساذجة، إذن لِمَ سرقتها، لِمَ أسست تجارةً عليها! أنت لم تسرق فكرة بسيطة لا لا صدقني أنت سرقت بهجتي وحلمي وحياتي، بعد عشرة دقائق من الآن ستُنشر مقالات عن مدى فسادك، ما رأيك بأن تموت وأنت أيقونة الأمل للشباب أو تحيا بكراهية مطلقة؟ أعلم أنك ذكي، آدم أتمنى لك موتًا بشع يشابه روحك!
⁃ أرجوك أرجوك، الو؟ أتسمعني عمّار!!!!
أعلم بأنه ليس تهديدًا فارغًا إنه عمّار لم يُوقفه أي شخص عن فعل ما يريده، حتى أنا بالسجن لم أستطع منعه من الانتقام مني، عليّ أن أموت شريفًا، يجب أن أموت على سمعةً جيدة، هذا العزاء الوحيد لسنواتٍ من العمل المتواصل.
فتحت النافذة أمعنت النظر في السماء للمرة الأخيرة وسقطت وكل تفكيري موجه لعمّار أخيرًا سأتخلص من طيفه ومن خوفي منه.
منار العتيبي
Comments