ضحكات تملأ صرح هذا المكان المتسع، رفعت رأسي للسماء رأيت بحرا من الغيوم، تحتضن بعضها البعض، وتفترق أخرى عنها لعلها تعاتبها كعتاب السنين لنا.
فتبكي ويتساقط المطر على ملامحي.. رأيتني هناك عند بوابة المنزل البيضاء أتمسك بقنينتي البرتقالية وحقيبتي الزرقاء التي أحملها على كتفي وأشعر بثقلها رغم أنها خالية من الكتب، تتسابق قدماي وراء زميل لي والابتسامة على محياي الصغير.
وفي العصر، أجلس متربعا، واضعا يدي على وجنتي أراقب تلك الشخصيات على التلفاز أضحك تارة وأقفز من مكاني تارة أخرى وأردد أنغام أغنية حفظتها عن ظهر غيب، وعند غروب الشمس تمسك يد حانية يدي لتعلمني طريقة إمساك القلم فأكتب أولى الأحرف الأبجدية.
وسنين تجر سنين حتى أصبح هذا الطفل كبير نوعًا ما؛ يحتفظ بنقوده حتى تصل لثلاثة ريالات فيشتري تلك الوجبة المتكاملة من مقصف المدرسة، ينتظر كل يوم أربعاء عطلة نهاية الأسبوع فيذهب لبيت الجدة، ونهاية اليوم يبكي ويرتجي والدته أن يبقى.
وتتكرر الأيام، وتكبر الأحلام، وتتبدل صفحات كتب تعليم الأبجدية بصفحات كتب قصصنا السرية، ولحظاتنا المميزة، وتبقى ذكرياتنا في بالنا نحتفظ بها بين حجرات قلوبنا، تعود كلما اشتقنا ليوم الأربعاء، وبيت الجدة؛ وماذا سيحدث في حلقة اليوم.
إنها سكة طويلة.. عشنا تفاصيلها وعنوانها "نحن"
أروى البابطين

Comments