منذ انتقاله لهذا المنزل قبل عامين وحتى الآن لم يدرك الغرفة المهجورة التي في علية منزله حتى اليوم.
ولأول مرة يشرع بالدخول إليها وسط تحيّره مما قد تحتويه.
وإذ بمرآةٌ ضخمة تتوسطها، مع بِضعُ كتيبات وكثرةُ الغبار.
تجوّل في الغرفة ما بين تعجّبٌ واستنكار.
شدته تلك المرآة الكبيرة وسرعان ما اقترب منها لأول مرة، ووقف أمامها ورأى نفسه !
لكّنه ليس كما المعتاد !
ليس كما يرى نفسه في كل مرآة، الوجه أجدب والروح كهلى والجسم هزيل !
وبغرابةٍ نطق: ما هذا يا تُرى !
هل دخلتُ بلاد العجائب أم هذه مرآة زوجة أب بياضُ الثلج السحرية، أم أنني ركبت آلة السفر عبر الزمن.
ويقف لحظةً ويرقب ! وإذ به يستنتج أنه هو! ولكن المستور منه !
الذي لطالما اختبأ داخل جسدٍ مجمّل، مزينٌ بأبهى صورة .
دون أن يلتفت لتلك الروح التي تقطنه !
حتى ذبلت وتجردت من كل بريق .
سقى خارجه حتى أزهر بينما أساس غصنه تعفّن
وسهى حتى طغى الغصنُ على ما أزهر .
سرعان ما استدرك حقيقته ! لأنها جردته من كل زيفه .
ونطق والدموع تغمره !
كُنت أراني كالجبال عزةَ
لم أدرِ أن شموخ الجبالِ قد تزلزلَ
ظننتُ أن الشباب لا يَبلى
فأصابني في الجوف شيبا
غرنّي الشبابُ وأنسى
أن الروح من عمقها كهلىَ
ما نفعي والجبينُ صافياً ما تغيّرا
ومافي الأعماقي قد تشيّبا.
سلامٌ على الروح إنًني
صحوت من غفوتي ونويتُ التوبةَ.

ندى آل بريك
Comments