شخص أكرهه وأحبه!
- cwksu
- 10 سبتمبر 2020
- 1 دقائق قراءة
ربما من أتأرجح بين حبه وكرهه هي نفسي؟
فأنا أكرهها في مواضع حتى أود لو لم أعرفها.
وأحبّها في مواضع كما تحبَّ الولدَ أمُّه.
فلماذا هذا الكره؟ وعلامَ ذلك الحبّ؟
أكره تلك النفس حين تكون أمّارةً بالسوء، ترى ما يلَذُّها ولا ترى شيئاً سواه، مغفلةً العقل والشرع، ومهملة العواقب الوخيمة، ومقفلةً منّبّه الندم ولاتَ بعد ذلك ساعة مندَم!
وأكرهها حين لا تكتفي بأمري باللذائذ الممنوعة، بل تزيد على ذلك تسويغها، فتريني الحقَّ باطلاً والباطلَ حقّاً، كي أقتنع بأنْ لم أقصّر فيما أتيت، بل هذا حقّ من حقوقي، خانقةً بذلك حلقَ الضمير، فأزداد على ضلال الفعل ضلال التأصيل له!
وأكرها كذلك حين تصدّني عمّا ينفعني، فإذا أردت قراءة كتاب، أو تعلّم مهارة، أو صلاةَ نفل، قالت في الوقت فسحة، ولم العجلة؟ ألستَ تريد أن تؤدي العمل على وجهه، والله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه، تسوق لي الأحاديث في غير مساقها، تباً لكِ ما أخبثك! فأنسى أو أتناسى ما عليّ فعله حتى لا يبقى إلا أقلَّ الوقت، فأسرع في العمل حتى يخرج مشوّهاً كالصلصال الذي يلهو به الأطفال! ثم أندم على ذلك.
ولكن في المقابل أحبُّ نفسي حبّاً جمّاً، حين توصيني بالخير، فأدافع عن المظلوم، وأساعد الضعيف، وأتعلّم العلم، وأنفع الناس.
أحبُّ نفسي حين تكون على عفويتها، فلا تتصنّع ما لا تحسن، ولا تخدع بالقول بباطل.
أحبُّ نفسي حين تنصحني وتوجهني لما هو أنفع لي في المدى البعيد.
أحبُّ نفسي حين تهدأ وتسكن، فينشط عقلي ليرى الحقائق بعد أن حجبته المشاعر السلبية.
لذا، أريد زيادة هذه الجوانب، لأحبَّ نفسي دائماً، ولا أكرهها أبدَ الدهر.

عبد الرحمن
Comentários