في إحدى ليالي باريس الهادئة كنت أتسكع مع صديقي الثري (ريتش) كانت الأنوار مغلقة من حولنا ما عدا إضاءات بعض الحانات حيث كنا نحب التسكع وشرب الخمر ولعب القمار، وما كان لعلاقتي بهذا الصديق سوى المصلحة من ماله، فقد كان أخرقاً يفعل كل ما يطلب منه حتى وإن كان يساوي خسارته، في تلك الليلة ظهر رجل غريب عن الحانة، لا أعتقد أنه من ذات المدينة، نعم بالتأكيد فهو يرتدي بدلة عصرية لم نر مثلها من قبل، كانت بلون أبيض ناصع، وربطة عنق (كرفتة) حمراء كلون الدم، وقبعة تشبه بتصميمها البدلة، وكان يحمل سيجارة بنية أو ما يسمى بسيجارة كوبيا، وهي معروفة بأن من يستخدمها يكون من الطبقة المخملية وليس بالسهل الحصول عليها، لقد أعجبت به.
وما إن جلس بيننا صمت الجميع ينظر إليه في دهشة، لا ألومهم فهو جذاب ومع تلك السيجارة المثيرة، ذات الرائحة الثخينة والفواحة، والتي تذكرني بالرجولة والشهامة والقوة، اخخ كم وددت تجربتها، بدأنا بلعب القمار وقد وضع ما يقارب المائة فرانك ذهبي! ذهل كل من حوله فهذا رقم ضخم جدًا، حيث يساوي أضعاف أضعاف مرتبي اليومي، (ياااه لأول مرة أرى رجلاً أغنى من ريتش) دارت تلك الكلمات في ذهني وأنا أتمنى أن يلتفت إليّ، لحظة هو ينظر إلى عيني، أبعدت وجهي الذي بدأ بالاحمرار عنه، ربما هو تأثير الخمر لا أعلم
هل سيكون لنا مستقبل؟ أتمنى ذلك!
إحسان العي
Comments