إلى أعز أصدقائي وملهمي دوماً أكتب هذه الرسالة على أمل أن تؤنسك في وحدتك.
أعود بذكرياتي دوماً إلى لقاءاتنا بحضور أصدقائنا الأعزاء حينما كنت تذكرهم كل مرة أنني لا أزال عاطلاً عن العمل أعيش بنفقة أختي الكبرى، أو حينما تخبرهم للمرة الألف أني اتصلت بك باكياً أطلب سُلفة كنت أنت تعلم حاجتي الماسة لها لتتعالى ضحكاتهم بعد أن تخبرهم كل تلك القصص المضحكة رغم أني أطلب منك في كل مرة أن تكف عن إحراجي أمامهم، كانت كلماتك القاسية سبباً كافياً لأن أكف عن الاكتفاء بما تقدمه لي أختي العزيزة ولأن أبحث عن وظيفة تغنيني.
لم تكتفِ يوماً بإغاظتي؛ أيضاً كنت تحرص أن تتركني في أمس الحاجة حينما كنت صديقي الوحيد، أتذكر حينما تركتني أتخبط في شوارع المدينة بعد انتهائنا من نزهتنا بسيارتك؟ بقيت أمشي لعدة ساعات قبل أن يتوقف فاعل خير على جانب الطريق بعدما رآني أمشي هائماً على وجهي تحت شمس الرياض الحارقة، ولابد أنك علمت عن حبي الشديد لشوارع الرياض يا صديقي العزيز,
على أية حال آمل أنك بخير، أرسل لك هذه الرسالة وأنا مدير إحدى الشركات الكبرى في مدينتنا الجميلة، تزوجت أيضاً يا صديقي وأصبحت أعيش في منزل كبير لم يتسنَ لك زيارته بشكل جيد، أصبح لي مجموعة جديدة من الأصدقاء تمنيت لو أنك استطعت التعرف عليهم، بدأ يرتفع صوتك مجدداً وبدأت تخبط على سقيفة الدور السفلي ويجب عليّ إسكاتك حتى لا تكتشف عائلتي وجودك في الأسفل، تمنيت لو أننا نستطيع الحديث وجهاً لوجه لكن نظرات الرعب في وجهك حينما أنزل لك بعصاي تلجم لساني، حالما تستيقظ من تأثير المنوم ستجد هذه الرسالة بجانبك على أمل أن تؤنسك.
كل الشخصيات والقصص المذكورة هنا من صنع الخيال، إلى حد ما!
سعود الداود
