صديقي
يا صديق الدرب
أنا هنا بكل صراحتي، أقف أمامك قابلة للجرح، للعطب، للألم، تحت وطأة رحمتك راجيا الخلاص.
كبلتني الحياة بكل من فيها، يتملكني خوف مربك، لم أعد أعرف من أنا؟
أرجوك أمدني بكلمات تسكن قلبي وتهدئ روحي، أنا في أمس الحاجة لشيء ما، لبضع مني أعيده بعد أن فقدتني جراء کومة الأشواك التي كبلتني، إنها علاقات مقدسة لن يتسنى لي يوما تدنسيها أو المساس بها، ولكنها آذتني كثيرا، لم أجد إلا الموت خلاصا، أنرني وخفف عني وطأة المعمعة غير المتناهية من حولي أنا أغرق، أرجو الخلاص من صديق كان لي سندا، صديق لم تفقدني ذاكرته يوما، كان يحرس روحي حتى وأنا نائم.
لطالما تكبلت الصمت سلاحا، لكم أقحمت كومة المعاناة في أعلى حنجرتي، كممت بها فمي لكيلا أنطق، ولكن لم يعد الصمت مجديا، كم أكرههم نعم أقولها بملء شفتاي أنا أکرهکم ولکني ومع ذلك لا أتمنى لكم إلا كل الخير، تحملت الأذى بصمت لأن هذا ما أفعله دائما، مترقبة موعدي لكم سئمت الترقب ولا حلول ليس لي إلا صديق يسمع يستمع ربما هذا كل ما أحتاجه.
ها أنا أنهي رسالتي بحمل أخف قليلا، ولكن ما زلت أترقب كلماتك الحانية لتطل عليّ من فتحة النافذة في قاع الظلام كلماتك عوامة الأمان.
—————————————————————————————————-
الرد
ها أنا ذا يا صديقي أشرع لك أبواب قلبي
حزنك من حزني فلم نخلق أصدقاء من فراغ، أتسائل كيف حال قلبك الآن؟ هل أنت على ما يرام.
أنا هنا لأجلك، لألم شتاتك، وأفك قيودك، وأطبطب على روحك، وأكون البلسم الذي يبري جراحك.
أدرك أنه من الصعب أن أتقاسم معك ألمك، لكن كل ما أتمناه أن تكون كلماتي كالضماد لجرحك، ومصدر إلهام لقلبك، أن تكون بمثابة راحة البال.
أريد أن أعتذر عن كل ندبة أحدثوها، عن كل ألم ألَمّ بك بسبب علاقة لا ترتقي لكلمة "مقدسة" فالقداسة طهر لا يشوبه أذى، وهذا ما ستدركه بمجرد نزع غشاوة القداسة عن عينيك، فلا وجود لعلاقات مثالية ولا حياة كاملة، لا أحد يمكنه أن يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام! أن تجبرك غصة على ابتلاع الكلمات والاكتفاء بتنهيدة! أن ترسم على شفتيك ابتسامة أمام المواقف التي تستدرجك للبكاء! لتنفجر بداخلك قنبلة تمزق قلبك إلى أشلاء، لكن الجميع يعلم أن الصدمة سبب كافٍ لتصنع منك شخصاً آخرًا لا ينهزم.
ماذا لو نسيت، أو تناسيت؟ لو ابتعدت عن أي شخص يطلب منك الاحتراق؟ وبدأت بترميم ما تبقى منك؟
اختر تصفية كل ما يستنزفك من علاقات مسمومة، صداقات مجهدة، أبواب مواربة يتسلل منها كل الأذى، أحاديث يشوبها حقد دفين، واعط الأولوية لكل ما يضيف لك حقيقةً وحياة.
فاستعادة ابتسامتك وقوتك من جديد أعظم انتقام بحق الذكريات المؤلمة والصدمات، كلما شارفت على الانهزام تذكر أن سعادتك وراحتك أهم من كل شخص تسبب بحزنك وألمك.
أسماء الزهراني
Comments