لربما كان الصمت عادة عنوانا للهدوء والسكينة، وقد لجأ اليه الكثير لتصفية أفكارهم، ولكن للصمت صوت تتحدثه الكتابة، فلا يسمعها إلا الورق، ولا يتحدثها إلا القلم ولا يفهمها إلا العقول الناجحة. نستلهم من ذلك الصمت صورا وأصوات وتمر أحداثه كسلسلة أفلام مصورة لا يجبرها الواقع أن تتخذ قناعه، ولا يسحبها الخيال لأعماقه، هي مما استلطفته نفوسنا وراقت لعقولنا وعلت مكانتها بقلوبنا، قد تكون ذكرى طفولة أو كلمة صديق قد زرعت الأمل، هي نصيحة غريب وحكمة عالم وقائد، هي شغف وفن بل طموح لم يتزحزح، هي عالم قد كونته الذكريات ليعيش بما يحتويه فينا، اخترت من يسكنه وودت لو احتوى الجميع، لكن هناك ما يقال، وهناك ما لا تستطيع الأنفس أن تستسيغه، هي كانت لوحة صغيرة بنظر الجميع لكنها سوري العظيم المنيع، يحكي بخدوشه آلاف الكلمات، فما بالك بما نقش عليه من ذكريات هي إلهامي ودافعي، هي مزود طاقة لا ينتهي، إن أصابني النسيان بأسهمه، وتمكن الإحباط من أعصابي أراها دوائي وشحنتي من الآمال والقوة، هذه هي لوحتي الصامتة، التي تتحدث معي أنا فقط.
صالحة القحطاني

Comments