top of page
شعار مداد.png

صوت يمشي مع خط الزمان

صوت يمشي مع خط الزمان.. ممتد، واسع، داخل في كل التفاصيل.. له لمحة من كل أشكال الحياة، المواساة، الحكمة، و حتى لون السماء، المموّه بطيف رقع بيضاء تظنها شوائب، و هي في الحقيقة عبق بشكل ما، متماشية بخفة مع أساسها الأزرق الموّحد، و كأن تلك الغيوم ضيف خجول. هكذا كانت بحات صوتها، تخل من توازن نبرتها بعجالة، تضنّها خلل، و لكني أعرف الآن أنها ليست إلا تعتيقاً، ذاك التعتيق الذي يضفي على الشيء قيمته. حجر العقيق، هو صوتك. قديم و يثمّن حاضرنا. تهفو قلوبنا عند ضياعه؛ لأن من ذا يساوي قيمته؟ لم تبدُ لي الحياة يوماً متداخلة أشكالها و مترابطة معطياتها كما بدا لي اليوم، بعدما أضعت ذلك الصوت العقيقي، يخيل لي طيفاً للصوت على الخشب، والنبات، و الفراغ و الأوجه. لم يبدُ لي الصوت يوماً صلباً، له وزناً و حضور كما بدا لي اليوم، بعد أن قِستَ المكان الذي قد أصبح فارغاً في حياتي بعد أن انتزعتْ مني ذلك الصوت. أتلمس العقيق، أتأمله و أوده لو تأملني. أراه حسّك الذي تخفّى؛ فقط تخفّى و لم يغِب. يخالجني شعور بأن جمادة العقيق بين أصابعي مع أن مشاعري في أشد انكشافها أمامه؛ هو صد منكِ. لم يقنعني الزمان يا حبيبتي أن ذلك الصوت ليس بإمكانه البقاء صامداً أمام كل التقلبات ؛ كالعقيق. لم يخيل لي أن ذلك الصوت بشري، ينقطع، و يفنى.


رغد النغيمشي


 
 

Comentarios


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page