top of page
شعار مداد.png

ضجيج لا يهدأ

كانت تقبع دائماً في زوايا غرفتها فتاة بالعشرين من عمرها في بعض الأحيان تنضم لمن تأنس بالجلوس معهم ولكنها تختار الصمت أو التعليقات البسيطة جداً حول ما يقال، هي هادئة بالفعل ولكن بداخلها ضجيج لا يهدأ، مشاعرها دائماً متقلبة لا تعرف الثبات، كانت تبدل ثيابها متقلبة بينها! تارةً تصبح حزينة وتارةً سعيدة، تتسم بالنشاط والحيوية حيناً ويكسوها الهم والكآبة أحياناً أخرى، حين تضطر أن تخرج من عالمها للعالم الخارجي لتخالط الجموع تدخل غرفتها السرية لتهذب من نفسها وتضبط إعدادات مشاعرها، تختار فستان يليق بتلك المناسبة، نعم قد لا يكون مناسباً لها ولكنها الحياة تتطلب ذلك.


حين يشتد الضجيج بداخلها وهي بالخارج تحاول ألا توضح ما اعتراها لمن أمامها، تخفي ذلك بالتحدث بالصوت العالي والقهقهة بالضحك المزيف بالرغم من أن هذا ليس بلباسها ولكنها بهذه الأِشياء تحاول أن تخفي ما يعصف بجوفها، تريد أن تماشي المعايير المحددة التي أوجبت عليها.


حين تنتهي من ذلك الثقل ترجع إلى منزلها تنزع عنها تلك الثياب المزيفة تعود لضجيجها وعالمها المتقلب الذي لا يهدأ، هكذا اعتادت أن تعيش! أصدقائها قلة يكفيها أن تراهم فقط، لا تضطر معهم أن تزيف شخصيتها لا تضطر للحديث معهم أثناء عدم رغبتها بذلك، تتأمل كثيراً وتفضل الصمت على الكلام.


أسرتها هي من ترتاح معهم، انتقائية جداً في تعليقاتها على المواضيع المختلفة، تحب أن تسمع آراء الآخرين وتحتفظ برأيها لنفسها، بالمناسبة هي تتقن فن الإنصات، تنصت كثيراً لمن يتحدث إليها، حساسة تفهم مشاعر الآخرين ولو لم يتحدثوا بها، لديها نظرة ثاقبة للأمور، يصادف كثيراً أن تحس بالشيء فيحدث، قارئة نهمة تحب القراءة في كل المواضيع لا تحب أن يفوتها شيء، هي فعلاً مختلفة بالشكل الذي يجعلها مميزة.


أثير القحطاني



٢٠ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


تم الأشتراك في القائمة البريدية

  • Twitter

جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "مِدَاد" 2020

bottom of page