هل فكرت بيوم من هؤلاء الغرباء الذين يأتون بأحلامي؟
وهل رأيتهم في واقعي بالفعل؟ وإن كنت رأيتهم لِمَا لا أتذكرهم؟
لعل الإجابة على هذه الأسئلة معقدة نوعًا ما ولكننا عندما نفكر فسنرى أننا على لوحة الأحلامِ نرسم ونُبدع بألوانٍ تعكس ما نريده، نكتب في مذكراتنا أحرف وددنا أن تكون لها صوت وتتحدث عمّا بداخلنا، تتحدث عن أماني تصرخ بصمت أمنيتنا أن نقابل شخص يضيف إلى حياتنا حياة!
أن نمتلك صديقة تسير معنا في الأرض الخضراء والصحراء القاحلة، أن يكون لدينا مدير عادل لا يظلم وأن يكون لدينا زملاء عمل لا يعرفون للحقدِ عنوانَا.. أن ننجب طفلًا يشبه ما بداخلنا ويأخذ البراءة التي دفنت بداخلنا، أن يكون شريك حياتنا مصدر أمان لا خوف وقلق، أن يكون لدينا إخوة هم سند وعوض وأخت هي الحضن الأول لأحزاننا.
أن نعيش وسط مجتمع يفرق بين الحق والباطل، لا يحتقر أحدنا ولا يبني ركائزه وقواعده على أسس وهمية وضعها بشر.. أسس بشرية صارت شريعة متبعة.
وبعد أن تغيب شمس الأماني ويحل الليل تتوقف أقلامنا عن الكتابة نحاول أن نُخبئ الأسطر وما تحتضنها من كلمات خشية أن يراها أحد.
وتتلاقى الجفون يذهب عقلنا في رحلات مختلفة، تارة طفل يلهو ومعه والدته وأنا أقف بصمت أراهم وعلى محياي ابتسامة، وتارة أخ يربت على كتفيّ ويقول ها أنا هنا، وتارة أخرى أخت تحتضني وتمسح غيثي الذي هطل نتيجة قصة شتت قلبي، من ثم شريك حياة داعم لنجاحاتي، وأخيرًا صديقة في آخر الطريق الممتلئ بالأشواك تنتظر بشغف أن أصل إليها.
أمانينا تتجسد على هيئة أشخاص في أحلامنا. هؤلاء الغرباء هم الأحرف المخبأة بين أسطر مذاكرتنا السرية.
أروى البابطين

Commentaires