خمسون عامًا مضت منذ أن اخترتِ طريقك، منذ أن استسلمتِ وتأقلمتِ، ألم تكتفي بعد! من السخط، من ندب الحظ على علاقاتك البائسة، في الواقع أنتِ لم تتجرعي سوى علاقة واحدة ولكنها كانت بمثابة درزن من العلاقات، سيل جارف من الوعود، نسائم لا تنصرم أو تنقضي من الأماني، ومشاعر أشبه بذرات لا تلبّث أن تنقسم وحمم متأججة لا تنطفئ، لا تنصهر، ولا تحرق، ولا تتوقف.. أهذا الذي أضعتِ حلم الأمومة لأجله؟ لا زلتِ تمزقين كل حاضرك ومستقبلك لأجل أن تمشي على أعتاب الماضي.. حب عذري تجرعتِ مرارته خمسون عامًا!
إني لا أعاتبك فقط بل أود إدخال القلم في عينيك.. أي حب هذا؟ فالحب لا يضيع العمر ولا يشيب الشعر ولا يغرقك في الحزن ولا يأخذ من عمرك ولا يخلق تجاعيدًا في وجهك، حتى وإن ذهب سيظل في خطاك يمكث، تحت ظل عينيك خالد، متوارٍ خلف نبضك..
ألستِ خائفة فالعمر يا صفية يجري يركض بعيدًا عن متناول يدينا لا يعرف الإخلاص، لا ينوي الانتظار معك في محطة قديمة، لا يقف على هوامش عمر العشرين، ولا يعلم ما هو الولاء لشخص قد توفى منذ سنين، ماذا بعد؟ هل تنوين إغراق عمرك في الحنين وعلى رف الذكرى تعيشين، يا صفية ألم تكتفي فقد أصبحتِ في السبعين متشرعةً بالولاء متضرعةً للحب مستلمةً للوحدة، لا تكملي وتكوني رهينة للماضي وأعتابه، وكل ما تضجّرتِ وتبرّمتِ من هذا الفقد تذكري أن الله لا يترك خليقته ولا تقنطي ما دمتِ تطرقين أبواب الله بسواعد الحب فكل بابٍ تطرقه تلك السواعد ينبلج..
ميلاد ف
"لا تكملي وتكوني رهينة للماضي" ، نص جميل يا ميلاد ❤️