مُجددًا على الحافة؛ التقطينـي أيتُها السماء، أنزلينـي ميقاتًا رديفًا للقمر، آتيني قبسًا لم يؤتهُ بشـر، أنتِ تعلمين تتِمة صلواتي، ليلةً بليلةٍ أنسج نحوكِ سُلمًا من عِظامي، من عروقِ وحدتـي، وجهُ الليّل أسودٌ مُكلل بالبثورِ البيضاء، عجايـا من حثالةِ أُمنياتٍ يتيّمة، صورتـي هي وجهك, إنني أُشبِهك فأعيدينـي إليّك، إنني أصّعَد فـي نفسي، إنني أركضُ نحو مُذكرتي شظايا مما بقيّ مني، إنني أهرولُ نحو الذكرى عبثًا أن يُلمح ضياعـي وارتياعي... إنني أهرب؛ ألوذُ نحو أحرُفي ونحو النجومِ أُناهزها قد حان الميعاد، سأصعد!
سترينني في كُل يوم أتجلى بائتلاق، عاليًا مِثل كوكبةِ الشمال، مِثل كويكبٍ تعثر في مدارِنــا وأناب، مُجددًا على الحافة; سأصبح طيرًا وأطير، ملاكًا كُنت أم عنقاء، غايتي تُبرر الوسيلة، سأغزوكِ ففي قلبـي ملحمةٌ وأنتِ مملكتها الأبـدية، والموطن الذي أبصرني فيه، سأصبح ذِكرى خالدةً بِك عتمةً فوقَ دُجاك، ثُم استخلصُك وطنًا، وطنًا للنورِ والخبايـا العظيمة، موطنًا نظيرًا لي.
شمس منتصف الليل
Comments