top of page
شعار مداد.png

على عتبة الثلاثين

في خضم هذا الزحام المحيط بك يمضي بك العمر ولا خطام بيدك لتوقفه ولا حتى لتهدىء من سيره، تمر بك السنين تودعك آثارها وترحل، ترحل عجلى كأنما هي هاربة، كل سنة تأخذ بيدك ولا تفلتها حتى تمسك بك الأخرى حتى يأتي يومك الذي تفلتك السنون فيه راغمة، وها أنت ذا على عتبة الثلاثين تمر محتاراً وعجولاً في آن واحد، تحاول أن تقف لالتقاط أنفاسك ما استطعت لكن هذه الحياة الدائرة دائرة لا تقف.


تمضي وكأن الأيام التي أعطتك لم تأخذ منك، تمضي شارداً أحياناً ومرغماً أحياناً، شاكراً مرة وعبوساً مرة أخرى، تمضي بكل أخطاءك التي أثقلتك، تتستر بستر ربك تدعو ألا تفقده وتخاف تهتك ثوب الستر القصير الذي تجره في كل مرة ليغطي جزء منك، تحيط بك التساؤلات هل المنتصف زرع أم حصاد؟ هل أنت ما كنت تصبو له؟ وهل أنت أنت؟ يقول شاعر "طينا خلقنا كي تشكلنا الحياة" هل شكلتك الحياة أم الأخطاء؟!


ثمة صوت بداخلك لم يصرخ قط مع أنك كنت تصم أذنيك عنه دائما، يقول يا أيها السائر:

لا حياد هنا لا مكان قريب من الجميع تقف فيه، لا رايات رمادية، اختر أحد الصفوف وسر معها قبل أن تسير القافلة، قبل أن يصل يومك وأنت لم تصل بعد امض توكأ إلى دعوات أبيك وهش على يأسك بابتسامات أمك وامض فأنت لم تزل بعد على عتبة المنتصف.


محمد العسكر


٢٤ مشاهدة

أحدث منشورات

عرض الكل

مشاعر

Comments


bottom of page