إلى كل من سكن أرضي..
ارمقني بعينيك الجميلتين، وعانقني على رحب المدى؛ لتنال المني قبل أن يعانقك الثرى، علقني بأمل لا يداهمه يأس قنوط؛ فأنا أم حنون رؤوم، لا ترضى بظلم أبنائها ولا تستطيع تذوق للة الأمور إذا حزين أحد صغارها..
إنني أتنهد وجها من ظروف غيرت نفوا طاهرة، ومن نفوس أضرت قلوبا مسالمة، ومن أرض وطبيعة بكائناتها الحية مائت ظلما بقساوة بعض المعتبرين الطغاة والمتعفين عليها، فقد تعيش فوق أرضي أجناس من البشر مختلفين عن بعضهم باختلاف ظروفهم، يجون بالمشاعر والأحاسيس، مبعثرين بين محطام المشاكل والظروف، متهيبي مستقبلا تجهله الأذهان والعقول، متشعبي بين أفكار تملأ القلوب راحة واطمئنانا وبين ما يملأها رعبا وانكسارا..
إني أبغض الشر بأنواعه؛ وإن أشر أبنائي من عاش فوق أرضي وشوه ليالي أيامي وأظلم بوحشيه صباحاتي هو ذاك الذي حب نفسه ولم يكترث بالآخرين، من رحم نفسه ولم يتلمس مشاعر البشر من نافذة قلوبهم، من وطأ على رقائق القلوب إلى أن فنوا ودفنوا تحت أرضي..
فمن ألوم؟ أألوم الظروف أم العقول أم القلوب أم ألوم نفسي؛ لأنني لم أستطع أن أريهم جمال جانبي الساحر بفصوله الأربع، الفاتن بأمواج أبحاره وعذوبة أنهاره، فيستمدوا من جماله جمالا ومن رقة سمائه سلاما..
فبعينيك الجميلتين -يا صغيري- تأملني ولا تُذهب معالمي سدي، وغير كتغريد طيوري بشموخ کرفعة جبالي ونقِ روح کاخضرار سهولي!
جواهر الرشيد
Comments