من بين جميع أجزاء جسدي كان هو الجزء الوحيد الذي شعرت بأنه غريبٌ عني..
كل جسدي متوافقٌ مع بعضه إلا هو، الشعور الذي أشعر به في قلبي دائمًا ما يكون مختلفًا عما أشعر به في بقية جسدي.
في غالبية الأحيان أستطيع تحديد ماهية مشاعري، مثلًا أشعر بالقلق في عقلي بينما قلبي مطمئن، أو أكون سعيدًا لكن ألم بحجم غرسة الدبوس في قلبي يشوب هذه السعادة.
لكن في أحيانٍ أخرى لا أستطيع تحديد ماهية هذه المشاعر، فيبدو قلبي ثقيلًا جدًا، وكأني أحمل ثقلًا بين أضلعي لا قلبًا!.
أحاول قياس المشاعر التي أعرفها على ما أشعر به داخل قلبي لكن لا يتطابق أيًا منها، ليس الشعور بالحزن ولا شعور السعادة، إنها حتى ليست الشعور بالاطمئنان أو الارتياب، تبدو كشعور بالضياع لكن ليس تمامًا.
هو شعورٌ يشبه كل المشاعر ولكن لا يطابق أيًا منها، وكأن مسارات المشاعر تصادمت وكونت ثقبًا أسودًا ثقيلًا ومجهولٌ ما يوجد داخله، يصر الدماغ على أن تلك المشاعر لا تنتمي إلينا!
لمَ؟! هل نسي أحدهم مشاعره داخلي أثناء حديثي معه؟! هل سقطت سهوًا منه في قلبي، أسقطت تلك المشاعر أثناء حديث عابر لأنه كان عابرًا وغير كافٍ، أم أثناء الأحاديث العميقة والمطولة؟، يشير الدماغ إلى أن الغريب هو القلب لذا المشاعر أصبحت غريبة بالتبعية.
لم أستطع معرفة ماذا يوجد داخل قلبي، اكتفى القلب بالنبض بقوة وذلك الشعور يكبر ويكبر ويصبح ثقيلًا أكثر وأكثر حتى أني تمنيت لو أستطيع تقيئ قلبي والتخلص منه، كي أعيش قطعة واحدة دون وجود غريب لا أفهمه ولا يفهمني، لكني لا أستطيع العيش بلا قلب لذا سأظل محتفظًا به بين أضلعي حتى مع كونه غريبًا!
جمانة الفرّاج
Comentarios