بين أورقة إحدى المختبرات، وتحت أعين المجهر، بين يديّ طبيب شغوف للعلم والمعرفة والابتكار.
يقطن فيروس صنعه ذلك الطبيب يهدف من خلاله إلى إيجاد وسيلة سلام، لأعين تتقلب في الفراش صراعاً مع الأرق، وقتال مع السهر. أعين عكر صفو يومها قلة نومها، أعين تسعى جاهدةً للبحث عما يريحها ويعيد السلام إليها.
راجيةً ذلك من هذا الطبيب.
ولكن قد يكون الشغف الزائد للعلم والمعرفة يأتي بتيار عكسي على النفس والعقل، فحين عجز ذلك الطبيب الشغوف عن إكمال تصنيع هذا الفيروس بكافة الطرق المشروعة.
ولأن الطموح للكمال أصبح كالدم يسري في عروقه، سولت له نفسه للتلاعب بخلايا ذلك الفيروس بالطرق الغير مشروعة قانوناً لتحقيق تلك الغاية متداعياً أن الغاية تبرر الوسيلة! متناسياً أن القانون لا يعذر بجهله وكل مجرم لابد أن يأتي يومه ليُحاسب على جرمه وهو أصبح في موضع المجرم لتهوره واخلاله بالأنظمة، مما نتج عن ذلك التهور وطمع النفس الإنسانية، إلى تحول ذلك الفيروس المسالم، إلى مدمر قاتل للأرواح البشرية، مزعزعاً أرجاء هذا الكوكب.
بأيدي ذلك الطبيب بدلاً من أن يكون العلم غذاءً للروح، جعله من يسممها.
ندى ال بريك
Comments