عزيزتي الآنسة كتابة..
أعتذر عن تأخري في الرد عليك ولن أبرر لك كعادتي بتلك الأعذار المختلقة، ولكن اسمحي لي أن أحادثك للمرة الأخيرة واقرئي رسالتي حتى النهاية فلعل هذه تكون مقبرة أحرفي.
تعلمين بأنكِ كنتِ -حتى فترة قريبة- سريّ الدفين، الذي أحفظه بعيدًا عن الجميع، فلا أطيق أن يلقي عليكِ أحدهم بأحكامه، ولا أن يتطاول عليك، لقد كنتُ أخاف عليك من الجميع، ولكنّك علمتني بأن علاقتي معك أقوى مما يجعل كلمة واحدة أن تهزها.
بدأت أخبر الجميع عنكِ وأتفاخر بعلاقتي معك، حتى يسألني أحدهم "ماذا تهوى؟" لأجيب عليه بعد تنهيدة عميقة تعبر عن الارتياح: "أحب الكتابة" ولا أكاد أن ألفظ حروف اسمكِ حتى ترتسم ابتسامة مغرمٍ بمحبوبه. لجأت إليك كثيرًا لأنكِ ملجئي الوحيد وصديقي الذي لا يخون؛ فكيف ألام على تعلقي بك؟
اعتبريني كحال بطلٍ في رواية حب تاريخية حين يهيم عشقًا بمحبوبته ولكنه شُغل بتلك الحرب البعيدة، فأنا لدي معركة مع الحياة لم تنتهِ بعد، وبين كل حرب وأخرى أعود إليكِ كجندي جريح خرج من القتال ودماؤه ملأت التراب، ألام على تقصيري معك في حين أنك أول من ألجأ إليه في أشد لحظات ألمي.
إنك فعلًا طماعةٌ يا حبيبتي! رغم أنكِ عذبتني مرارًا وتكرارًا بتسللكِ خلسة من بين أصابعي، وغيابك الطويل الذي يدفعني للجنون، عتابي لكِ يجاوز عتابكِ آلاف المرات، وحبّي لك كل يوم في ازدياد كما يزداد تعلقي، وإنكّ حاضرة في ذهني على الدوام، لا تتركي حبيبًا لم يكن له سواك، ولو كان هجرانك لي سيجعلكِ سعيدة.. فليكن؛ ولكن تذكري بأنكِ من قتلتِ كلماتي ونحرتِ جميع أحرفي.
حبيبك الدائم
الكاتب
شهد عبدالعزيز
Comments